كشفت دراسة حديثة نُشرت في The American Journal of Clinical Nutrition أن تناول البيض الكامل بعد التمرين يمنح الجسم فائدة بروتينية أعلى من تناول بياض البيض فقط ما يعيد النظر في الاعتقاد الشائع بأن الصفار مجرد دهون غير ضرورية، هذه النتائج قد تغيّر طريقة الرياضيين ومحبي اللياقة في اختيار مصادر البروتين بعد ممارسة التمارين الشاقة.
قام الباحثون في الدراسة باختبار تأثير البروتين على عشرة رجال أصحاء بعد ممارستهم تمرينات مكثفة للجزء السفلي من الجسم، بعد التمرين مباشرة تم إعطاء المشاركين وجبة بروتينية خلال أول خمس دقائق مرة على شكل ثلاث بيضات كاملة تحتوي على 18 جراماً من البروتين و17 جراماً من الدهون ومرة أخرى بياض بيض فقط بكمية تكافئ نفس كمية البروتين ولكن دون أي دهون.
تم تحليل استجابة العضلات بعد ساعتين إلى خمس ساعات لمعرفة مدى كفاءة الجسم في استخدام البروتين لإصلاح الأنسجة العضلية، المفاجأة كانت أن الجسم استخدم البروتين في البيض الكامل بكفاءة أعلى بكثير مقارنة ببياض البيض فقط.
بيض كامل مقابل بياض فقط
نتائج هذه الدراسة تدعم نظرية متزايدة في عالم التغذية مفادها أن الجسم يمتص العناصر الغذائية بشكل أفضل عندما تكون في حالتها الطبيعية، ووفقًا للدكتور نيكولاس بيرد، أحد مؤلفي الدراسة، فإن النقطة الأساسية هنا هي أن هذه البيانات تشير إلى إمكانية تحسين استخدام البروتين في النظام الغذائي من خلال استهلاك البروتين في صورته الطبيعية الكاملة بدلاً من مصادر البروتين المعزولة.
هذا يعني أن الأطعمة المصنعة مثل بودرة البروتين أو المكملات المعزولة قد لا تكون بنفس كفاءة المصادر الطبيعية في دعم تعافي العضلات ونموها، ويؤكد الدكتور بيرد في حديثه لمجلة Men’s Health أن الجسم يتفاعل بصورة أفضل مع البروتين عندما يُستهلك ضمن مصفوفة الغذاء الطبيعية كما هو الحال في البيض الكامل.
رغم النتائج اللافتة لا تعني الدراسة أن على الرياضيين التخلص تماماً من مكملات البروتين أو الاكتفاء بالبيض فقط، فهي ما زالت تعتمد على عينة صغيرة مكوّنة من عشرة أشخاص ما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج.
كما أن مكملات مثل whey protein أثبتت فعاليتها لدى العديد من الرياضيين في بناء العضلات إلا أن الجودة تختلف من نوع لآخر، وعلى الرغم من ذلك فإن العودة إلى الأغذية الكاملة والطبيعية تبقى خياراً صحياً لا يضر بل قد يُحسّن من امتصاص العناصر الغذائية.
هل يجب التخلص من مكملات البروتين؟
لسنوات طويلة تم الترويج لفكرة أن صفار البيض مصدر لـ كوليسترول الضار والدهون غير المرغوب فيها ما دفع الكثيرين إلى الاعتماد فقط على بياض البيض، لكن هذه الدراسة تسلط الضوء على أن الصفار ليس عدواً كما يُعتقد بل قد يكون هو العامل الحاسم في زيادة فاعلية امتصاص البروتين وتعافي العضلات.