مع دخول موسم الحساسية، يندفع كثيرون إلى رفوف الصيدليات بحثاً عن أدوية لتخفيف العطس وسيلان الأنف والحكة المزعجة، ورغم توفر العديد من الخيارات، من الأقراص إلى البخاخات، يشكو بعضهم من أن هذه الأدوية لم تعد تجدي نفعاً، فهل المشكلة في الدواء أم في طريقة استخدامه؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن السبب يعود في الغالب إما إلى التوقيت الخطأ للاستخدام، أو طريقة التناول غير الصحيحة.أدوية لتخفيف العطس وسيلان الأنف
مع قدوم فصول الربيع والصيف والخريف يعاني الكثيرين من أعراض الحساسية الموسمية، مثل سيلان الأنف والحكة والعطس، ومع أن الأدوية مثل الأقراص والبخاخات هي الوسيلة التقليدية للتعامل مع هذه الأعراض إلا أن استخدامها الخاطئ يجعلها أقل فعالية.
يقول الأطباء إن الكثير من المرضى لا يستخدمون الأدوية بشكل صحيح إما لأنهم ينتظرون ظهور الأعراض لبدء العلاج أو لأنهم يعتمدون بشكل مفرط على بخاخات الأنف والأقراص المزيلة للاحتقان.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology: In Practice، فإن الانتظار حتى ظهور الأعراض يقلل من فعالية العلاج، لذا ينصح الأطباء ببدء استخدام مضادات الهيستامين قبل أسبوع أو أسبوعين من بداية موسم الحساسية لمنح الجسم وقتًا كافيًا للاستعداد ومنع تفاقم الأعراض.
ليست كل أدوية الحساسية متساوية، يقول الخبراء إن العلاج الموجّه لأعراض محددة أكثر فعالية من استخدام كل ما هو متاح في الصيدلية.
أفضل الخيارات حسب العرض تشمل:
مزيلات الاحتقان للأنف المسدود
مضادات الهيستامين للعطس والحكة
بخاخات الأنف الستيرويدية لتقليل الالتهاب
ويوضح الدكتور برايان غرينبرغ، أخصائي الحساسية في Pediatric Group of Southern California، أن الدمج بين مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس وبخاخات الأنف الستيرويدية مفيد للحالات المتوسطة إلى الشديدة.
يميل كثير من الناس لإرجاع رؤوسهم عند استخدام بخاخ الأنف لكن الوضع الصحيح هو الميل إلى الأمام قليلًا لضمان بقاء الدواء داخل الأنف، كما يحذر الأطباء من استخدام بخاخات مثل oxymetazoline (Afrin) لأكثر من ثلاثة أيام متتالية لتجنب ما يُعرف باحتقان الارتداد حيث تتفاقم الأعراض عند التوقف المفاجئ.
من المغري التوقف عن تناول الأدوية بعد تحسن الأعراض لكن ذلك قد يعيد الالتهاب تدريجيًا لذا يجب الالتزام بالجرعات اليومية حسب توصيات الطبيب، ويحذر الدكتور كيلر من زيادة الجرعة اليومية لأدوية مثل cetirizine وfexofenadine وloratadine إذ إن ذلك لا يُحسّن النتائج، ويفضل بعض المرضى تناول مضادات الهيستامين ليلًا لتجنب النعاس رغم عدم وجود دليل قاطع بأن ذلك أكثر فعالية من الاستخدام النهاري.
يجب تخزين أدوية الحساسية في أماكن جافة مثل غرفة النوم لأن رطوبة الحمام قد تؤثر على مكوناتها، أما الأدوية السائلة مثل شراب مضادات الهيستامين فيُفضل عدم حفظها في الثلاجة ما لم تُشر التعليمات إلى ذلك لأن الهواء البارد قد يسبب تبلور المكونات أو انفصالها.
ينصح الأطباء بالوقاية قبل التعرض للمثيرات من خلال مراقبة مستويات حبوب اللقاح واستخدام منقيات الهواء من نوع HEPA وتغطية الوسائد والمراتب بواقٍ ضد الحساسية، كما يُفضل ارتداء الكمامات عند العمل في الحديقة والاستحمام بعدها مباشرة، ويُنصح أيضاً بمسح فراء الحيوانات الأليفة قبل دخولها المنزل لتقليل حبوب اللقاح العالقة.خطوات وقائية فعالة ضد الحساسية
رغم أن الأدوية المتوفرة بدون وصفة طبية مفيدة فإن استمرار الأعراض مثل احتقان الأنف المزمن أو التهابات الجيوب يستدعي زيارة أخصائي الحساسية الذي يمكنه تحديد مسببات الحساسية ووضع خطة علاج مخصصة قد تشمل أدوية أقوى أو حتى العلاج المناعي.