هل أنت في خطر؟ دراسة جديدة تحدد الفئات الأكثر عرضة للذهان بعد الولادة

كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأمريكية لـ الطب النفسي أن النساء اللاتي لديهن أخوات عانين من اضطراب الذهان بعد الولادة معرضات لخطر أعلى بعشر مرات للإصابة بنفس الحالة، يشير هذا الاكتشاف إلى وجود عوامل جينية وبيئية مشتركة تلعب دوراً في ظهور هذا الاضطراب النفسي الخطير الذي يؤثر على الأمهات الجدد ويُعد حالة نادرة ولكنها قد تكون مهددة للحياة.خطر الإصابة بـ اضطراب الذهان بعد الولادةخطر الإصابة بـ اضطراب الذهان بعد الولادة

ما هو اضطراب الذهان بعد الولادة؟

يُعتبر الذهان بعد الولادة مرضاً نفسياً نادراً يظهر بعد ولادة الطفل ويتمثل في أعراض شديدة مثل تقلبات مزاجية عنيفة وهلوسات وأوهام وجنون الارتياب وأفكار إيذاء النفس أو حتى قتل الطفل في بعض الحالات، وعدم تلقي العلاج المناسب يزيد من مخاطر الانتحار أو الإيذاء الذاتي أو العائلي، ما يجعل التشخيص المبكر أمراً ضرورياً.

تفاصيل الدراسة والمنهجية

حلل فريق البحث في مركز ماونت سيناي بمدينة نيويورك سجلات أكثر من 1.6 مليون امرأة سويدية وحددوا حوالي 2500 امرأة أصبن باضطراب الذهان خلال الثلاثة أشهر التي تلت ولادة أطفالهن للمرة الأولى، وركز الباحثون على العلاقة بين الإصابة بهذه الحالة والخلفية العائلية خاصة وجود أخت تعرضت للمرض سابقاً.

وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي لديهن أخت مصابة بالذهان بعد الولادة يزيد لديهن خطر الإصابة بنسبة 10 أضعاف مقارنةً بغيرهن، كما تضاعف الخطر إذا كانت الأخت تعاني من اضطراب ثنائي القطب وارتفع إلى 14 ضعفاً في حالة وجود كلا الحالتين معاً.

خطر منخفض نسبيًا لكنه مهم

رغم ارتفاع النسب النسبية؛ أكد الباحثون أن الخطر المطلق للذهان بعد الولادة يبقى منخفضًا حيث تصل النسبة إلى 1.6% فقط للنساء اللاتي لديهن أخت مصابة، هذا يعني أن الحالة نادرة لكنها تستحق الانتباه والوعي الطبي الخاص.

التداخل والتمييز بين الذهان بعد الولادة واضطراب ثنائي القطب

قالت الدكتورة فييرل بيرغينك، مديرة مركز صحة المرأة النفسية في مستشفى ماونت سيناي- نيويورك: "بينما يوجد تداخل بين الذهان بعد الولادة واضطراب ثنائي القطب فإنهما حالتان متميزتان، فهم هذا الفرق ضروري لتوفير علاج مخصص وفعال".

خطوات مستقبلية في البحث والعلاج

يعمل الباحثون حاليًا على دراسة الجينات المرتبطة بالمرض لفهم آليات ظهوره، يستخدم فريق ماونت سيناي تقنيات جزيئية متقدمة لتحليل التركيب الجيني مع التركيز على العلاقة بين الهرمونات والجهاز المناعي وتأثيرها على ظهور الاضطراب.

يقول الباحث بهرنك ماهجاني: "معرفة الجينات المسؤولة ستمكننا من تطوير علاجات جديدة وإبلاغ النساء بشكل مبكر عن مخاطر الإصابة ما قد يمنع تفاقم الأعراض أو حدوث أزمات صحية خطيرة".إبلاغ النساء بشكل مبكر عن مخاطر الإصابة يمنع تفاقم الأعراضإبلاغ النساء بشكل مبكر عن مخاطر الإصابة يمنع تفاقم الأعراض

رسالة مهمة للنساء والأطباء

الدراسة تسلط الضوء على أهمية الوعي باضطراب الذهان بعد الولادة خصوصاً لدى النساء في سن الإنجاب وأطبائهن، التشخيص المبكر والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يغير حياة النساء ويخفف من معاناتهن في فترة ما بعد الولادة.