تُعاني نسبة كبيرة من كبار السن حول العالم من السمنة، خاصةً في الولايات المتحدة التي تشهد زيادة بنسبة 35% في عدد المصابين بالسمنة من كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً)، ما يزيد الحاجة إلى علاجات فعالة للاضطرابات الأيضية المرتبطة بالتقدم في العمر.
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature عن أدلةٍ مشجعةٍ تُبرز دور بروتينٍ يُعرف باسم عامل نمو الأرومة الليفية 21 (FGF21) في تعزيز الصحة وإطالة العمر، خاصةً لدى المصابين بـ السمنة الناتجة عن اتباع نظامٍ غذائيٍ غنيٍّ بالدهون.
تُعاني نسبة كبيرة من كبار السن حول العالم من السمنة
FGF21 هو هرمون يتم إنتاجه أساساً في الكبد وله تأثيرات واسعة على عمليات الأيض. في الدراسة الجديدة، قام باحثون بتوليد فئران معدّلة وراثياً بحيث تبدأ في إنتاج كميات مرتفعة من FGF21 في الخلايا الدهنية عند بلوغها سن الرشد لتجنّب تأثيرات النمو المبكرة.
عند تغذية هذه الفئران بنظام غذائي عالي الدهون، أظهرت نتائج مبهرة: فقد عاشت لفترات أطول وصلت إلى 3.3 سنوات مع مقاومة لزيادة الوزن وتحسن واضح في حساسية الإنسولين وانخفاض في تشحم الكبد، وتشير هذه النتائج إلى أن FGF21 يمكن أن يعمل كمنظم أحيائي يعزز الصحة في ظل ضغوط غذائية قاسية.
أظهرت الفئران المعدّلة المسنّة مستويات منخفضة من الخلايا المناعية الالتهابية والدهون السامة المعروفة باسم السيراميدات في النسيج الدهني الحشوي وهو ما يُعد تطوراً مهماً في سياق الوقاية من الالتهابات المرتبطة بالشيخوخة.
والمثير أن هذه الفوائد ظهرت حتى في غياب هرمون الأدبونكتين (Adiponectin) وهو الهرمون المعروف بدوره في تنظيم تفكيك السيراميدات، هذا يشير إلى أن FGF21 قد يمتلك آليات مستقلة وأكثر فعالية في تحسين البيئة الخلوية في الأنسجة الدهنية ويعزز دوره كمفتاح علاجي محتمل للعديد من الاضطرابات الاستقلابية المزمنة.
صعوبة إنقاص الوزن عند كبار السن
خلصت الدراسة إلى أن النسيج الدهني يُعد موقعًا محوريًا لتأثيرات FGF21 المفيدة حيث يلعب دوراً في تحسين التوازن الأيضي وتقليل الالتهابات وتراكم الدهون السامة، وبذلك يوفر هذا البروتين مساراً واعدًا في تطوير علاجات للسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض الشيخوخة من خلال تحسين جودة الحياة وزيادة متوسط العمر الصحي.
تسلّط هذه النتائج الضوء على الإمكانات العلاجية الكبيرة لـ FGF21 وتفتح الباب أمام أبحاث إضافية تستهدف استغلاله في تطوير أدوية فعالة لتحسين الأداء الأيضي والحد من مضاعفات التقدم في العمر المرتبطة بالسمنة والنظام الغذائي.