للرجال.. الجنس يقوّي ذاكرتك مع التقدم في العمر

لطالما ارتبطت العلاقة الحميمة بالفوائد الجسدية خصوصاً على صحة القلب لكن الأبحاث الحديثة تكشف جانباً جديداً ومثيراً من التأثيرات الإيجابية للجنس وهو دعم الذاكرة، حيث أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Archives of Sexual Behavior أن ممارسة الجنس وحتى التقبيل أو اللمس الحميمي قد تساعد الرجال في الحفاظ على ذاكرتهم قصيرة المدى مع التقدم في السن.

البيانات لا تكذب: العلاقة بين الجنس والذاكرة

استند الباحثون في هذه الدراسة إلى تحليل بيانات لأكثر من 6,000 رجل وامرأة تجاوزوا سن الخمسين وفقًا لتقرير نشره Business Insider، شملت البيانات معلومات حول النظام الغذائي والصحة العامة والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين إلى جانب استبيان حول عدد المرات التي يمارسون فيها الجنس، إضافةً إلى اختبار لقياس قوة الذاكرة.

الأحماض الدهنية الأساسية وتطوير خلايا الدماغالعلاقة بين الجنس والذاكرة

وبعد المقارنة تبين أن من يمارسون الجنس بشكل منتظم حققوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة قصيرة المدى، بمعنى آخر كان أولئك الذين حافظوا على علاقاتهم الحميمية النشطة أكثر قدرة على تذكّر التفاصيل اليومية مثل الأسماء أو أماكن الأشياء وهي مهارات حيوية في الحياة اليومية.

ملاحظات مهمة

رغم النتائج الإيجابية لاحظ الباحثون أن الذاكرة لدى جميع المشاركين تراجعت بشكل عام خلال فترة المتابعة التي امتدت لعامين وهو أمر طبيعي مع التقدم في العمر، كما أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن الجنس يمنع التدهور المعرفي على المدى الطويل.

ومع ذلك؛ فإن الحفاظ على الذاكرة قصيرة المدى هو عنصر بالغ الأهمية ويمثل فارقاً كبيراً في نوعية الحياة مع التقدم في العمر.

كيف يؤثر الجنس على الدماغ؟

أوضح الباحثون أن السبب المرجح وراء هذه العلاقة هو أن الحميمية تُحفز مناطق معينة في الدماغ ترتبط بالذاكرة مما يعزز الأداء المعرفي، فكما أن التمارين البدنية تنشّط الدورة الدموية فإن العلاقة الجنسية تنشّط أيضًا الخلايا العصبية في مناطق التفكير والتذكّر.

ممارسة العلاقة الجنسية تنشط العقلكيف يؤثر الجنس على الدماغ؟

فوق الخمسين؟ حياتك الجنسية لا تزال مزدهرة

الدراسات الحديثة لا تتوقف عند حدود الذاكرة بل تشير أيضاً إلى أن البالغين الذين تجاوزوا سن الخمسين غالباً ما يتمتعون بحياة جنسية أفضل مما كانوا يتوقعون، فالعلاقة الحميمة ليست فقط وسيلة لتعزيز الترابط العاطفي بل أيضاً عامل إيجابي لتحسين الصحة النفسية والجسدية.

وفي هذا السياق فإن الاستمرار في الاهتمام بالحياة الجنسية ليس ترفاً بل يمكن أن يكون وسيلة حقيقية للمحافظة على الحيوية الذهنية والبدنية.