دراسة تكشف سر حزن الرجال بعد العلاقة الحميمة

لطالما ارتبطت مشاعر الحزن والاضطراب بعد العلاقة الجنسية بالنساء ولكن جاءت دراسة حديثة لتكشف عن جانب نفسي مشابه يمر به عدد كبير من الرجال، فاللحظات التي تلي تجربة حميمة قد تكون مليئة بالتناقضات من ذروة المتعة إلى عمق الكآبة، مما يدعو للتساؤل: لماذا يشعر بعض الرجال بالحزن بعد الجنس؟

نتائج الدراسة

في دراسة أُجريت على 1207 رجلًا ونُشرت في المجلة الدولية "Sex & Marital Therapy" تبين أن 41% من المشاركين أفادوا بأنهم شعروا بما يُعرف علميًا باسم post-coital dysphoria (PCD) أي كآبة ما بعد الجماع ولو لمرة واحدة على الأقل، كما أشار 20% منهم إلى أنهم مرّوا بهذا الشعور خلال الشهر الأخير فقط من موعد إجراء الاستطلاع.

الامتناع عن العلاقة الجنسية يسبب التوتر للرجال لماذا يشعر بعض الرجال بالحزن بعد الجنس؟

شهادات واقعية تعبّر عن معاناة صامتة

من بين القصص التي أبرزتها الدراسة ما رواه أحد المشاركين في تقرير لقناة ABC News: "بعد النشاط الجنسي أشعر بإحساس قوي من كراهية الذات، أحيانًا أخلد إلى النوم لتجاوز الأمر أو ألهي نفسي بأي نشاط آخر وأحيانًا فقط أجلس في صمت حتى يزول الشعور".

وأضاف: "أشعر بالكثير من الخزي. غالبًا ما أدخل في نوبات بكاء أو حالات اكتئاب حادة تقلق شريكتي، وفي بعض الأحيان تنتابها أيضًا نوبات بكاء بعد العلاقة لكنها أقل تكرارًا من حالتي، لا نعيش سويًا لذلك أحاول غالبًا كتمان حزني حتى تغادر".

هل هناك تفسير علمي لهذه الحالة؟

رغم أن الظاهرة أصبحت موضع دراسة إلا أن أسبابها لا تزال غير مؤكدة تمامًا، ووفقًا للبروفيسور روبرت شويتزر؛ المشارك في إعداد الدراسة، قد تكون الحالة مرتبطة بما يُعرف بـ"تأثير ارتداد الدوبامين"، مضيفًا: "ما يرتفع لا بد أن يهبط قد يكون ذلك تفسيرًا بسيطًا لانخفاض المزاج بعد العلاقة الجنسية ولكنها تظل مجرد فرضية حتى الآن".

العلاقة الجنسية الصباحية تقلل من التوترانخفاض المزاج بعد العلاقة الجنسية 

أهمية الاعتراف بالمشاعر بعد العلاقة الجنسية

وجود مثل هذه المشاعر لا يعني بالضرورة وجود خلل نفسي بل ربما يشير إلى تفاعل معقّد بين العوامل الهرمونية والعاطفية، ورغم غياب تفسير قاطع إلا أن نتائج الدراسة تفتح الباب أمام مزيد من البحث والفهم لهذه الظاهرة وتشجع الرجال على الحديث عنها بدلاً من كبتها أو الشعور بالذنب بسببها.

هل يمكن تخفيف الأثر النفسي لما بعد العلاقة؟

في ظل غياب تفسير علمي دقيق، يوصي الخبراء بضرورة خلق مساحة من الحوار بين الشريكين حول المشاعر التي تلي العلاقة الحميمة والتوجه إلى الدعم النفسي في حال تكررت الحالة بشكل يؤثر على جودة الحياة أو العلاقة العاطفية.