من المعروف أن ممارسة العلاقة الزوجية مفيدة للصحة البدنية والنفسية على حد سواء، باعتبارها أحد أشكال التمارين البدنية، وكشفت دراسة حديثة نُشرت في "American Journal of Medicine" أن الأشخاص الذين يمارسون الجنس بكثرة بعد التعافي من نوبة قلبية تزيد لديهم فرص النجاة مقارنةً بمن يقل لديهم النشاط الجنسي أو ينعدم تماماً.
بدأت الدراسة في عام 1993 وتتبعت على مدار 22 عاماً الحالة الصحية وطول العمر لـ1,120 مشاركاً من الرجال الذين تعرّضوا لنوبة قلبية في عامي 1992 و1993، واستمر تتبعهم حتى عام 2015، مما أتاح للباحثين رؤية واضحة لتأثير النشاط الجنسي المنتظم على معدلات البقاء على قيد الحياة.
النشاط الجنسي المنتظم يقي من الإصابة بالنوبة القلبية
خلال فترة الدراسة، وجد الباحثون أن المرضى الذين كانوا يمارسون الجنس عدة مرات أسبوعياً كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 27%، أما الذين مارسوا الجنس مرة واحدة أسبوعياً فقط فقد انخفضت لديهم نسبة الوفاة بنسبة 12%، حتى أولئك الذين كانوا يمارسون الجنس بشكل غير منتظم سجلوا معدل نجاة أعلى بنسبة 8% مقارنة بمن لم يمارسوا الجنس على الإطلاق بعد النوبة القلبية.
رغم أن النتائج بدت مفاجئة للبعض، فإن الخبراء يفسرونها من منظور طبي واجتماعي، إذ أوضح أندرو ستيبتو، رئيس قسم العلوم السلوكية والصحة في كلية لندن الجامعية، أن الأشخاص النشطين جنسياً كانوا في الأغلب أصغر سناً، في علاقات مستقرة، ويتمتعون بصحة أفضل بشكل عام.
وأضاف: "النشاط الجنسي غالباً ما يكون جزءاً من علاقة حميمة مع التقدم في السن، لكن الأرجح أن العلاقة العاطفية بحد ذاتها هي العامل الأهم أكثر من الجنس بحد ذاته"، مشدداً على أن الناس لا يجب أن يشعروا بأن عليهم ممارسة الجنس فقط لأن ذلك قد يطيل أعمارهم.
بحسب الدراسة، فإن 94% من المشاركين الذين أبلغوا عن ممارسة الجنس بانتظام كانوا يعيشون مع شريك دائم، وهو ما يشير إلى أن وجود علاقة مستقرة يدعم ليس فقط النشاط الجنسي بل أيضاً الصحة النفسية والجسدية مما ينعكس على فرص النجاة.
وجود علاقة مستقرة يدعم الصحة النفسية والجسدية
ورغم الفوائد التي توصلت إليها الدراسة إلا أن هناك تحذيراً لا يمكن تجاهله، فقد أظهرت دراسة سابقة نُشرت عام 2017 أن أقل من 20% من الرجال الذين يصابون بنوبة قلبية أثناء ممارسة الجنس ينجون منها وهو ما يُبرز ضرورة الحذر والتوازن عند العودة للنشاط الجنسي بعد النوبة والتشاور مع الطبيب المختص.