تحذير علمي: الجلوس لفترات طويلة قد يضاعف خطر الإصابة بألزهايمر

في دراسة حديثة نُشرت بتاريخ في مجلة Alzheimer’s & Dementia، حذّر باحثون من أن السلوك الخامل وخاصة الجلوس لفترات طويلة خلال اليوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر (Alzheimer Disease).

أُجريت الدراسة من قبل فريق بحثي بقيادة الدكتورة ماريسا إيه. غونيات؛ من مركز فاندربيلت للذاكرة ومرض ألزهايمر في ناشفيل، وهدفت إلى فهم كيفية تأثير قلة الحركة على التغيرات الهيكلية في الدماغ والأداء المعرفي لدى كبار السن.

404 مشاركين.. و7 سنوات من المراقبة

شملت الدراسة 404 بالغين من المشاركين في مشروع Vanderbilt Memory and Aging Project، خضع هؤلاء المشاركون لمجموعة من التقييمات شملت استخدام أجهزة قياس الحركة (actigraphy) لمدة سبعة أيام لتحديد مستوى النشاط البدني والسلوك الخامل، إضافةً إلى اختبارات معرفية شاملة وتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ باستخدام جهاز بقوة 3 تسلا، على مدار فترة امتدت إلى 7 سنوات.

استخدام أجهزة قياس الحركة لتحديد مستوى النشاط البدني والسلوك الخاملاستخدام أجهزة قياس الحركة لتحديد مستوى النشاط البدني

تراجع في الذاكرة وانكماش في الدماغ

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين أمضوا وقتاً أطول في الجلوس كانت لديهم بنية دماغية أضعف مرتبطة بمرض ألزهايمر إلى جانب أداء أضعف في الذاكرة العرضية وفقاً للنماذج المستعرضة.

كما كشفت التحليلات الطولية عن أن الجلوس لفترات طويلة كان مرتبطًا بانخفاض أسرع في حجم الحُصين وهو الجزء المرتبط بالذاكرة والتعلم، إضافةً إلى تدهور في مهارات التسمية وسرعة المعالجة المعرفية.

اللافت أن التأثيرات لم تكن موحدة على جميع المشاركين بل تباينت حسب الحالة الجينية وتحديدًا فيما يتعلق بحمل الجين apolipoprotein E ε4، المعروف بارتباطه بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

رسالة الباحثين: تحركوا أكثر لأجل أدمغتكم

قالت الدكتورة أنجيلا جيفرسون، وهي من المشاركين في إعداد الدراسة ومن مركز فاندربيلت أيضًا: "أظهرت دراستنا أن تقليل وقت الجلوس قد يكون استراتيجية واعدة للوقاية من التنكس العصبي والانحدار المعرفي، من الضروري لصحة الدماغ أن نأخذ فترات راحة من الجلوس طوال اليوم وأن نتحرك أكثر لزيادة وقت النشاط البدني".

تقليل وقت الجلوس يقي من التنكس العصبي والانحدار المعرفيتقليل وقت الجلوس يقي من التنكس العصبي والانحدار المعرفي

وأضافت "جيفرسون" أن كبار السن وخصوصاً من لديهم عوامل وراثية تزيد من خطر إصابتهم بمرض ألزهايمر ينبغي عليهم توخي الحذر بشأن نمط حياتهم اليومي لا سيما فيما يخص الخمول الحركي.

روابط محتملة بشركات متخصصة في الجينات

أشار أحد مؤلفي الدراسة إلى وجود ارتباطات مهنية مع شركة Vivid Genomics، المتخصصة في علوم الجينات والبيانات الحيوية، ما يفتح المجال أمام مزيد من الأبحاث المستقبلية حول التفاعل بين العوامل الجينية والسلوكيات الحياتية في تحديد خطر الإصابة بأمراض الدماغ التنكسية.

تحذير مهم للقراء

أوضحت الدراسة أن البيانات الإحصائية التي تقدمها مثل هذه الأبحاث تعكس اتجاهات عامة وليست مخصصة للتشخيص الفردي، كما نُبّه القراء إلى ضرورة استشارة أخصائيين طبيين مؤهلين قبل اتخاذ أي قرارات صحية بناءً على نتائج الدراسات العامة.