في السنوات الأخيرة، شهدت ساحة كمال الأجسام وفياتٍ متكررةً بين لاعبيها في أعمارٍ مبكرة، حيث كشفت دراسة موسعة شملت 20 ألف لاعب أن تمارين رفع الأثقال قد تتسبب في وفيات مفاجئة.علاقة حجم العضلات بالموت المفاجئ
توصل باحثون إلى أن الأفراد الذين بنوا كتلة عضلية كبيرة كانوا أكثر عرضةً للموت القلبي المفاجئ بمرتين مقارنةً بالأشخاص العاديين، أما المشاركون في مسابقات كمال الأجسام المحترفة -مثل بطل "مستر أولمبيا" أرنولد شوارزنيجر- فقد ارتفعت لديهم مخاطر الوفاة المفاجئة إلى 5 أضعاف، وفقاً لصحيفة Daily Mail البريطانية.
والمثير للقلق أن 40% من وفيات لاعبي كمال الأجسام في الدراسة كانت مفاجئة ومرتبطة بـ أمراض القلب، حيث أشار الباحثون في الدراسة التي نُشرت بمجلة European Heart Journal إلى أن هذه النسب قد تكون أقل من الواقع الفعلي، إذ صُنفت العديد من الحالات على أنها "وفيات غير معروفة السبب".
أوضح الخبير في الطب الرياضي بجامعة بادوفا والمشرف على الدراسة، الدكتور ماركو فيشياتو، أن تحليل تقارير التشريح كشف عن مجموعة من العوامل التي تعرض لاعبي كمال الأجسام إلى خطر الوفاة، منها: التدريبات القاسية لرفع الأثقال، واستراتيجيات خسارة الوزن السريع، والاستخدام الواسع للمنشطات والأدوية المحظورة، ما يفرض ضغوطاً كبيرة على القلب والأوعية الدموية، ويزيد من اضطرابات النظم القلبي، ويتسبب في تغيرات هيكلية بالقلب على المدى الطويل.
حذر الدكتور فيشياتو من أن السعي لتحقيق كمال جسدي بأي ثمن ينطوي على مخاطر صحية جسيمة، خاصةً على القلب، ودعا إلى:
- تعزيز الممارسات التدريبية الآمنة
- تحسين الرقابة الطبية
- تغيير الثقافة الرياضية للابتعاد عن المنشطات
- تشديد عقوبات مكافحة المنشطات في المسابقات
- تكثيف التوعية بمخاطر المنشطات خاصةً في الوسط الرياضيالموت القلبي المفاجئ
قال الدكتور "فيشياتو" إن الموت القلبي المفاجئ ليس حالة طبية محددة، بل هو وصف للوفاة غير المتوقعة بسبب مشكلة قلبية خفية، ربما تكون نوبة قلبية مفاجئة بدون أعراض سابقة.
قام الباحثون بتحليل بيانات 20,286 لاعباً مشاركاً في مسابقات رسمية بين 2005-2020، وكشفت النتائج عن وجود 121 حالة وفاة بين اللاعبين، متوسط أعمارهم 45 عاماً، ومن المثير للقلق أن 40% من الوفيات بين جميع لاعبي كمال الأجسام الذين شملتهم الدراسة كانت مفاجئة ومرتبطة بالقلب.