كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "BMJ Open" أن إجراء فحص سنوي للكشف المبكر المتعدد للسرطان (MCED) عبر اختبار دم واحد يحقق نتائج أفضل مقارنة بالفحص كل عامين، وأوضحت الدراسة أن الفحص السنوي يؤدي إلى تقليل عدد حالات تشخيص السرطان في مراحله المتأخرة ويساهم في خفض الوفيات خلال خمس سنوات من التشخيص.
قاد فريق الدراسة الدكتور براين روس من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وركّز البحث على مقارنة آثار الفحص السنوي مقابل الفحص كل عامين باستخدام اختبار MCED، وتم بناء نماذج محاكاة تعتمد على بيانات حقيقية من دراسة أداء اختبار MCED، إلى جانب بيانات "Surveillance, Epidemiology and End Results (SEER)" المتعلقة بمعدلات الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عاماً.
اعتمد على الفحص السنوي مقابل الفحص كل عامين باستخدام اختبار MCED
استخدم الباحثون سيناريوهين لتطور الورم السرطاني: الأول يتمثل في ورم سريع النمو (يبقى في المرحلة الأولى من سنتين إلى أربع سنوات)، والثاني لورم سريع وعدواني (يبقى في المرحلة الأولى من سنة إلى سنتين فقط).
في حالة النمو السريع أدى الفحص السنوي إلى اكتشاف 370 إشارة سرطانية إضافية سنوياً لكل 100,000 شخص تم فحصهم مع انخفاض بنسبة 49% في تشخيص السرطانات المتأخرة وتراجع بنسبة 21% في معدل الوفيات خلال خمس سنوات.
أما الفحص كل عامين، فقد كشف عن 292 إشارة سرطانية إضافية، وساهم في خفض التشخيصات المتأخرة بنسبة 39%، والوفيات بنسبة 17% مقارنة بالرعاية المعتادة، ورغم أن الفحص كل عامين كان أكثر كفاءة من حيث تراجع عدد الوفيات لكل 100,000 اختبار (132 حالة وفاة مقابل 84 في الفحص السنوي) إلا أن الفحص السنوي ساهم في خفض حالات الوفيات.
أظهر الفحص كل عامين أيضًا قيمة تنبؤية إيجابية أعلى (54%) مقارنة بالفحص السنوي (43%) ما يعني أن نسبة أكبر من النتائج الإيجابية كانت صحيحة في الفحص الأقل تكراراً، واعتبر الباحثون أن تحديد الفاصل الزمني الأمثل للفحص يعتمد على عدة عوامل منها معدلات النجاة من السرطان في الواقع العملي وتكاليف الاختبارات التكميلية بعد الحصول على نتيجة إيجابية من اختبار MCED.
أظهر الفحص كل عامين قيمة تنبؤية إيجابية أعلى من الفحص السنوي
أشارت الدراسة إلى أن بعض مؤلفيها لديهم علاقات مهنية مع شركات تكنولوجيا حيوية من ضمنها شركة "GRAIL" التي موّلت الدراسة وساهمت في تطوير اختبار الدم محل الدراسة، مشددة على أهمية توخي الحذر في تفسير النتائج خاصة فيما يتعلق بالتكلفة والفعالية عند التطبيق على نطاق واسع.