اختبار دم بسيط ينقذ حياتك.. كيف يتنبأ بأمراض القلب قبل سنوات؟

يُعد مرض الشريان التاجي السبب الرئيسي للنوبات القلبية وينجم عن تراكم الترسبات داخل الشرايين التي تغذي القلب بالدم بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)؛ لذا فإن الكشف المبكر والتدخل السريع يشكلان عاملاً حاسماً في الوقاية والعلاج.

الكشف المبكر قد ينقذ الأرواح

في هذا السياق تزايد الاهتمام بالاختبارات التي تقيس مستويات الكوليسترول في الدم، وخاصة تلك التي ترتبط بجزيئات البروتين الدهني المحتوية على البروتين الدهني apolipoprotein B أو اختصاراً apoB.

ارتفاع نسبة الكوليسترولالاهتمام بالاختبارات التي تقيس مستويات الكوليسترول في الدم

دراسة موسعة تكشف مؤشرات دقيقة

نُشرت مؤخراً دراسة في مجلة "European Heart Journal" تناولت بدقة العلاقة بين أنواع وحجم وعدد جزيئات البروتين الدهني المحتوية على apoB (أو ما يُعرف بـapoB-P) وخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، وتشير النتائج إلى أن عدد هذه الجزيئات يُعد مؤشراً دقيقاً لمخاطر الإصابة.

يقول الدكتور باتريك كي، طبيب القلب في Vital Heart & Vein والذي لم يشارك في الدراسة، لموقع "Medical News Today": "يُعد ApoB بروتيناً بنيوياً يوجد في جميع البروتينات الدهنية المسببة للتصلب مثل LDL وVLDL وIDL، وبما أن كل جزيء يحتوي على جزيء واحد فقط من ApoB، فإن قياسه يمثل طريقة مباشرة لمعرفة عدد الجزيئات المسببة للتصلب في مجرى الدم وهو العامل الأهم في تطور مرض الشريان التاجي.

دلالات إحصائية دقيقة

شملت الدراسة بيانات من 207,386 مشاركاً في مجموعة فرعية من "UK Biobank" وتم استبعاد الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بمرض الشريان التاجي أو السكتات الدماغية أو كانوا يتناولون أدوية خافضة للدهون، وخلال فترة المتابعة أُصيب 7,585 شخصاً بمرض الشريان التاجي، كما أُجريت تحليلات تأكيدية خارجية باستخدام بيانات من 10,857 مشاركاً ضمن دراسة "SIMPLER" السويدية.

وجد الباحثون أن زيادة بمقدار انحراف معياري واحد في عدد جزيئات apoB-P ترتبط بزيادة خطر الإصابة بنسبة 33% في مجموعة UK Biobank وبنسبة 26% في مجموعة SIMPLER، وبرزت البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جداً (VLDL) كعوامل مرتبطة بزيادة المخاطر غير أن المستويات المرتفعة جداً من apoB-P أزالت هذا التأثير مما يشير إلى أن عدد الجزيئات أهم من نوعها أو حجمها.

انسداد الشريان السباتي يؤدي إلى السكتة الدماغيةاستبعاد الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالسكتات الدماغية

Lipoprotein a.. مؤشر خطر مستقل

توصلت الدراسة أيضاً إلى أن البروتين الدهني (a)، المعروف بـ(lipoprotein a)، يشكل عامل خطر مستقل حتى بعد احتساب مستويات apoB.

وقال الدكتور ياكوب مورزي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "في عينة كبيرة من السكان الأصحاء الذين لم يسبق لهم الإصابة بأمراض القلب أو تلقوا علاجاً خافضاً للدهون، برز عدد جزيئات apoB كمؤشر خطر لمرض الشريان التاجي بغض النظر عن نوع الجزيئات أو حجمها، كما أن ارتفاع مستويات (lipoprotein a) كان أيضاً مؤشراً مهماً ومستقلاً".

هل آن الأوان لتغيير استراتيجيات الفحص؟

أوصت الدراسة بتغيير السياسات السريرية نحو قياس روتيني لـ(apoB وlipoprotein a) خاصة في سياق الوقاية الأولية، حيث إن الاعتماد الحصري على LDL-C قد يغفل مرضى لديهم مخاطر مرتفعة رغم ظهور نتائج طبيعية.

كيف تحافظ على صحة القلب والعظام؟هل آن الأوان لتغيير استراتيجيات الفحص؟

من جانبه، أشار الدكتور يو-مينغ ني، اختصاصي أمراض القلب والدهون في "MemorialCare Heart and Vascular Institute"، إلى أن (lipoprotein a) أظهر في هذه الدراسة وفي دراسات سابقة علاقته بزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، مؤكداً: "أنصح بأن يُجري كل شخص فحصاً لهذا المؤشر مرة واحدة على الأقل في حياته، خاصة في ظل وجود علاجات جديدة له تخضع حالياً للتجارب السريرية".