رغم أن اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) يمكن أن يسبب ضغطاً نفسياً للنساء، فإن اختيار العلاج المناسب قد يكون أمراً مرهقاً، وفيما يلي نستعرض 5 من أشهر أنواع العلاجات المستخدمة لهذا الغرض وكيفية تأثيرها على الأمهات الجدد.
يُعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات شيوعاً لعلاج القلق والاكتئاب بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة، ويهدف هذا العلاج إلى تغيير الأنماط الفكرية السلبية التي قد تساهم في الاكتئاب من خلال جلسات أسبوعية، وتشير الأبحاث إلى أن الأمهات اللواتي يخضعن لهذا العلاج قد يلاحظن تحسناً بعد 6 جلسات فقط وفقاً لمراجعة منشورة في BMC Pregnancy and Childbirth.
العلاج السلوكي المعرفي يخفف أعراض الاكتئاب ويغير من الأفكار السلبية
العلاج بين الشخصيات من العلاجات الشائعة لاكتئاب ما بعد الولادة، ويعتمد على فكرة أن العلاقات الشخصية والأحداث الحياتية تؤثر على المزاج، وأن التغيرات الكبيرة في الحياة قد تكون محفزاً للاكتئاب، ويساعد هذا العلاج النساء على تطوير مهارات تواصل أقوى وتوقعات أكثر واقعية لتحسين قدرتهن على التعامل مع الضغوطات.
وتشير دراسات مثل تلك المنشورة في Archives of Women’s Mental Health إلى أن العلاج بين الشخصيات يساعد النساء في التعافي بشكل أسرع وتقليل فرصة الإصابة بالاكتئاب مجدداً، وعادة ما يستغرق هذا العلاج ما بين 12 إلى 20 أسبوعاً.
الاستشارة غير الموجهة أو العلاج المرتكز على الشخص يعتمد على مبدأ النمو الذاتي والاكتشاف الشخصي، وفي هذا النوع من العلاج يعمل المعالج على أن يكون مرآة تعكس مشاعر وأفكار المريضة دون إصدار أحكام، والهدف هو مساعدة المريضة على إعادة تقييم أفكارها ومشاعرها وتحفيزها على تغيير سلوكياتها بطريقة إيجابية.
ورغم أن هذا العلاج لم يتم دراسته بشكل مكثف بالنسبة لاكتئاب ما بعد الولادة، تشير بعض الأبحاث إلى أن 6 إلى 8 جلسات من هذا العلاج يمكن أن تكون فعالة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة وتقليل خطر الانتكاس.
العلاج الجماعي هو نوع من العلاج الذي يتم ضمن مجموعة من الأفراد الذين يعانون من نفس المشكلة، ويتيح للمشاركين الفرصة للتحدث عن تجاربهم والتواصل مع آخرين يمرون بتجارب مشابهة، ويمكن أن يعزز هذا النوع من العلاج الدعم الاجتماعي ويقدم وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع التحديات.
وتشير دراسات إلى أن العلاج الجماعي يمكن أن يساعد الأمهات في التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة ويجعلهن يشعرن بأنهن لسن وحدهن، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأمهات الجدد.
العلاج الجماعي يعزز الدعم الاجتماعي ويخفف عن الأمهات الجدد
إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على العلاقة بين الزوجين أو على ديناميكيات الأسرة، فإن العلاج الزوجي أو العائلي قد يكون مفيداً، ويعمل المعالج على تحسين مهارات الاتصال بين الزوجين مما يساعد في تعزيز الدعم العاطفي بينهما، وقد يتضمن هذا العلاج تحديد احتياجات كل طرف وكيفية تقديم الدعم بشكل أكثر فاعلية.
ورغم أن الأبحاث حول فاعلية العلاج الزوجي أو العائلي في علاج اكتئاب ما بعد الولادة محدودة، تشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الاكتئاب على العلاقة بين الزوجين.