كشفت دراسة حديثة نُشرت في 14 أبريل على موقع "JAMA Network Open" أن الأطفال الذين وُلدوا في فترة مبكرة معتدلة من الحمل –أي بين الأسبوع 32 والأسبوع 33– يواجهون صعوبات إدراكية ملحوظة في سن 9 إلى 10 سنوات، مقارنة بأقرانهم الذين وُلدوا بعد 39 أسبوعاً (الولادة المكتملة).
وفقًا للدراسة، التي قادها الدكتور سامسون نيفينز من معهد "Karolinska Institutet" في ستوكهولم، تم تحليل القدرات المعرفية لـ5,946 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 9 و10 سنوات بهدف فهم تأثير توقيت الولادة على الأداء الإدراكي طويل الأمد، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الوراثية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
تأثير توقيت الولادة على الأداء الإدراكي طويل الأمد
أظهرت النتائج أن الأطفال المولودين ولادة مبكرة معتدلة سجلوا درجات أقل بشكل ملحوظ في عدة مجالات معرفية مقارنة بأقرانهم مكتملي المدة، فقد كان متوسط الانخفاض في الدرجات المركبة للقدرات الإدراكية (β = −0.39) وشمل ذلك انخفاضاً في المفردات (β = −0.36) والذاكرة العاملة (β = −0.27) والذاكرة العرضية (β = −0.32)، إلى جانب تراجع ملحوظ في القدرة على التذكر بعد تأخير قصير (β = −0.36) وبعد تأخير طويل (β = −0.29).
والمثير في النتائج أن هذه الفجوات المعرفية ظهرت رغم التحكم في عوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ودرجات الأداء المعرفي الجيني، والعوامل البيئية الأخرى، ما يعزز من قوة الارتباط بين توقيت الولادة والمستوى الإدراكي لاحقاً.
علاقة توقيت الولادة بالمستوى الإدراكي لاحقاً
من بين جميع الفئات التي شملتها الدراسة بما في ذلك الولادة المبكرة جداً (28-31 أسبوعاً)، والولادة المبكرة المتأخرة (34-36 أسبوعاً)، والولادة المبكرة المكتملة (37-38 أسبوعاً)، كان الأطفال المولودون في أو قبل 32 أسبوعاً هم الأكثر تسجيلاً لأدنى الدرجات المعرفية، أما الأطفال الذين وُلدوا في فترة الولادة المتأخرة المبكرة (34-36 أسبوعاً) أو حتى في فترة الولادة المبكرة المكتملة (37-38 أسبوعاً)، فقد أظهروا نتائج أقرب إلى أقرانهم من الأطفال المولودين مكتملي النمو، مما يشير إلى أن فترة الحمل الحرجة التي تؤثر على التطور الإدراكي تبدأ فعلياً في الأسابيع ما قبل الأسبوع الـ34.
أكد مؤلفو الدراسة على أهمية المتابعة طويلة الأمد للأطفال المولودين قبل أوانهم، خصوصاً أولئك الذين وُلدوا قبل الأسبوع الـ34 من الحمل، نظراً لأنهم أكثر عرضة لمواجهة تحديات في التطور المعرفي مع مرور الوقت.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج يجب أن تدفع الأوساط الطبية والتعليمية إلى توجيه اهتمام خاص لهؤلاء الأطفال، وتقديم الدعم المبكر لهم في مجالات التعلم واللغة والذاكرة، فالفروق الإدراكية التي تظهر في سن المدرسة قد تؤثر على الأداء الأكاديمي، والقدرة على التعلم، والتكيف الاجتماعي في المستقبل.
أهمية المتابعة طويلة الأمد للأطفال المولودين قبل أوانهم
وأُرفقت الدراسة بإخلاء مسؤولية جاء فيه أن البيانات الإحصائية في المقالات الطبية تُظهر توجهات عامة ولا تنطبق بالضرورة على جميع الأفراد، فالعوامل الفردية يمكن أن تختلف بشكل كبير ولهذا يُوصى دائماً بالحصول على نصائح طبية مخصصة عند اتخاذ قرارات تتعلق بالصحة.