يُعتبر الحبل السري هو شريان الحياة الذي يربط الجنين بالمشيمة، وينقل له الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية، لكن في بعض الحالات قد لا يلتصق الحبل السري بالمشيمة بالطريقة المعتادة، ما يؤدي إلى حالة تُعرف بـ"التصاق الحبل السري الغشائي" أو "Velamentous Cord Insertion".
في هذه الحالة لا يخترق الحبل السري مباشرةً نسيج المشيمة بل يلتصق بالأغشية المحيطة بها، ما يجبر الأوعية الدموية للجنين على التفرع عبر الأغشية للوصول إلى المشيمة، من دون الحماية المعتادة التي توفرها مادة جيلاتينية تُدعى "Wharton's jelly".
عادةً ما يتم اكتشاف هذه الحالة خلال فحص الموجات فوق الصوتية في الثلث الثاني من الحمل ضمن المسح التشريحي الروتيني في الأسبوع العشرين، ويكون التشخيص دقيقاً بنسبة تصل إلى 100%، بحسب ما يؤكده الدكتور أندري ريبربر، أخصائي طب الأجنة وعضو لجنة المراجعة الطبية في "What to Expect".
يتم التشخيص خلال فحص الموجات فوق الصوتية في الثلث الثاني من الحمل
وفي حال اكتشاف الحالة يتم أيضاً التحقق من عدم وجود حالة أخرى أكثر خطورة تُعرف بـ"Vasa Previa"، حيث تمر الأوعية المكشوفة قرب عنق الرحم، ما يزيد من احتمال تمزقها أثناء الولادة ويشكل خطراً كبيراً على الجنين، وقد نُشرت تحذيرات بشأن هذه الحالة في "American Journal of Obstetrics and Gynecology".
تشير الدراسات إلى أن التصاق الحبل السري الغشائي يحدث في نحو 1% من حالات الحمل الفردي وفي ما يصل إلى 15% من حالات التوائم المتماثلة التي تشترك في مشيمة واحدة.
ويرتفع خطر الإصابة لدى النساء اللواتي تجاوزن سن الخامسة والثلاثين، أو خضعن للتلقيح الصناعي (IVF)، أو يعانين من مشيمة منخفضة (Placenta Previa)، أو يحملن توائم متماثلة تشترك في مشيمة واحدة.
على الرغم من أن معظم الحالات لا تتسبب بمضاعفات خطيرة فإن وجود الأوعية الدموية غير المحمية قد يؤدي إلى انضغاطها أو تمزقها مما قد يعيق تدفق الدم أو المواد الغذائية إلى الجنين.
ويشير الدكتور "ريبربر" إلى أن الضغط المزمن على هذه الأوعية قد يؤدي إلى تباطؤ نمو الجنين داخل الرحم (Intrauterine Growth Restriction)، إضافةً إلى احتمال حدوث ولادة مبكرة أو انخفاض في درجة "Apgar" عند الولادة.
عند تشخيص التصاق الحبل السري الغشائي غالباً ما تُجرى فحوصات إضافية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية كل أربعة أسابيع ابتداءً من الأسبوع 24 لمراقبة نمو الجنين.
كما قد يُوصى بإجراء اختبارات مثل "Non-Stress Test" لمراقبة حركة الجنين ونبض قلبه، وأثناء المخاض يُستخدم مراقب نبضات قلب الجنين بشكل مستمر للتأكد من تحمّله للانقباضات وعدم وجود خطر على الأوعية الدموية المكشوفة.
إجراء اختبارات مثل "Non-Stress Test" لمراقبة حركة الجنين ونبض قلبه
وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات الولادة القيصرية الطارئة أو إزالة المشيمة يدوياً بعد الولادة إذا ما تعرض الحبل السري للتمزق أو لم يتم فصله بسهولة.
لا توجد طريقة لمنع حدوث هذه الحالة إذ أنها غالباً ما تحدث تلقائياً أثناء تطور الجنين لكن ما يُطمئن هو أن الغالبية العظمى من الحالات تمر بسلام مع المراقبة الدقيقة والرعاية الطبية المناسبة.