أظهرت دراسة حديثة نتائج مشجعة لعلاج يساعد الأطفال المصابين بـ حساسية الفول السوداني على تحمل كميات أكبر من زبدة الفول السوداني دون حدوث ردود فعل تحسسية، وتستند هذه النتائج إلى تجربة سريرية تم تمويلها من قبل معهد الصحة الوطنية الأمريكي (NIH) ونشرت في مجلة NEJM Evidence، وقد أسهمت هذه الدراسة في تطوير استراتيجية علاجية جديدة لزيادة التحمل لدى الأطفال الذين يمكنهم تحمل كميات ضئيلة من الفول السوداني فقط.حساسية الفول السوداني للأطفال
شملت التجربة 73 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عاماً وهدفت إلى اختبار ما إذا كان من الممكن تحسين تحمل الأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني عن طريق تناول جرعات تدريجية من زبدة الفول السوداني.
قام الباحثون بزيادة جرعات الفول السوداني بشكل تدريجي على مدى 18 شهراً بدءاً من 1/8 ملعقة صغيرة من زبدة الفول السوداني حتى وصلوا إلى 1 ملعقة طعام كاملة، تم إجراء الزيادة تحت إشراف طبي لضمان السلامة.
تمكن جميع الأطفال في مجموعة تناول الفول السوداني من تحمل 9 جرامات من بروتين الفول السوداني أي ما يعادل 3 ملاعق طعام من زبدة الفول السوداني دون رد فعل تحسسي، في المقابل تمكن 3 فقط من الأطفال الذين تجنبوا الفول السوداني من تحمل نفس الكمية في اختبار الفم.
كما أظهرت النتائج أن العديد من الأطفال الذين في مجموعة تناول الفول السوداني استطاعوا تحمل كميات أكبر من الفول السوداني مقارنة بما كانوا قادرين عليه في بداية الدراسة.
بعد إتمام علاجهم خضع الأطفال الذين تناولوا الفول السوداني لاختبار طعام فموي تحت إشراف طبي لمعرفة الكمية القصوى التي يمكنهم تحملها دون رد فعل تحسسي، كان النجاح واضحًا حيث أظهر 26 من أصل 30 طفلاً في مجموعة العلاج القدرة على تحمل 9 جرامات من بروتين الفول السوداني مما يشير إلى تحمّل مستدام للفول السوداني.
تشير هذه النتائج إلى إمكانية استخدام هذه الاستراتيجية العلاجية كحل محتمل للأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني ذات العتبة العالية، الباحثون يأملون في استكشاف هذه الاستراتيجية لتشمل أنواعاً أخرى من الحساسية الغذائية، ما قد يفتح آفاقاً جديدة في علاج حساسية الطعام.علاج حساسية الطعام
قاد التجربة سكوت هـ. سيشرير، دكتور في الطب، وجولي وانغ، دكتور في الطب، من معهد إليوت وروزلي جافي لحساسية الطعام في مستشفى الأطفال كرافيز، نيويورك، وقد تم تمويل التجربة من قبل معهد الحساسية والأمراض المعدية الوطني (NIAID) الذي يواصل دعم الأبحاث في مجال الأمراض المعدية والمناعة.