الحزن على فقدان شخص عزيز تجربة فردية، لكن سلط بحث الضوء على الطريقة التي يتعامل بها الرجال مع فترة الحزن، حيث تعتمد سلوكياتهم على تربية الشخص، والمجتمع الذي يعيش فيه، والأعراف الاجتماعية المحيطة، فجميعها يؤثر في طريقة تعامله مع الحزن.
وكشف استطلاع وبحث لمؤسسة Sue Ryder البريطانية أن 80% من الرجال يشعرون بـ الوحدة في حزنهم، ولفت إلى الطرق التي تعاملوا بها مع حزنهم.
80% من الرجال يشعرون بـ الوحدة في حزنهم
بعض الرجال يبدون أنهم أقل عاطفية ولا يشعرون بالحزن الكافي على وفاة شخص عزيز، لكن الحقيقة يحاولون إخفاء حزنهم بتوجيه طاقتهم نحو العمل والجوانب العملية المتعلقة بالموت، مثل جمع تبرعات أو توطيد العلاقات الاجتماعية بأقارب المتوفى، ويهدف الرجال بهذا السلوك في محاولة لدعم الآخرين المتأثرين أكثر بحالة الوفاة.
ويحتاج الرجال الذين يخفون حزنهم ويركزون على العمل إلى الدعم عن طريق بدء محادثة معهم لإفراغ مشاعرهم، ومساعدتهم في القيام بنشاط يساعدهم على الاسترخاء.
أفاد 52% من الرجال الذين شملهم الاستطلاع أن الرغبة في الظهور بمظهر القوة من بين أسباب إخفاء مشاعر الحزن، كما قال 35% منهم أنهم لا يريدون التعاطف ولهذا يظهرون هذا السلوك.
وتكشف نتائج الاستطلاع عن الصورة النمطية والثقافة السائدة حول أن البكاء دليل على ضعف الرجال رغم أنه طريقة للتنفيس عن المشاعر.
وللبكاء تأثير بيولوجي إيجابي على الجسم، فالحزن يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر بعد الفجيعة التي تؤدي لرفع ضغط الدم وضعف المناعة، وبالتالي فالتعبير عن الحزن بالبكاء أو بمعالجة مثل هذه المشاعر يساهم في خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم.
وإذا كان الرجل يحتاج للدعم، فيجب أن يتحدث معه شخص مقرب عن أن التعبير عن المشاعر أثناء الحزن أمر طبيعي، لعله يشارك أفكاره ويتقبل المشاعر التي تظهر عليه خلال تلك الفترة.
الحزن يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر التي تؤدي لرفع ضغط الدم
إذا كانت الفاجعة كبيرة، فيمكن أن يلجأ بعض الرجال إلى تناول المخدرات لتجاوز الحزن، ورغم أن استخدامها يساعد في التغلب على الحزن لكن لفترة مؤقتة وآثار المخدرات طويلة المدى مدمرة، حيث لا يستطيعون التوقف عن تعاطيها وتتفاقم المشكلات الصحية والنفسية لديهم.