كشفت دراسات عن خطر محتمل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند تناول أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لمدة طويلة، ما القصة؟
أظهر بحث نُشر في مجلة "JAMA Psychiatry" عام 2023، أن تناول البالغين والأطفال لأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لمدة عام أو أكثر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأجريت الدراسة على 275 ألف سويدي، تراوحت أعمارهم بين 6-64 عاماً، من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث تنالوا الأدوية المعالجة خلال الفترة بين 1 يناير 2007 و31 ديسمبر 2020.
وتابع الباحثون المرضى المشاركين لمدة 14 عاماً، وتوصلوا إلى أنه بمرور الوقت وخلال الفترة الطويلة من تناول أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، خاصةً الأنواع المنشطة، جعل المرضى أكثر عُرضة لارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين؛ حيث يزيد خطر إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 4% لكل سنة إضافية يتناولون فيها تلك الأدوية، وتزيد لـ8% خلال السنوات الـ3 الأولى من العلاج لدى البالغين والأطفال والرجال والنساء.
وبناءً على هذه النتائج، أشارت الباحثة بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، "لو تشانغ" إلى ضرورة انتباه الأطباء ومراقبة علامات وأعراض أمراض القلب في الأشخاص الذين يتناولون جرعات عالية من أدوية فرط الحركة ونقص الانتباه، ناصحةً المرضى بضرورة أن يكونوا على دراية بالمخاطر ومراقبتها.
تهدف أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى تحفيز الجهاز العصبي الودي الذي يتحكم في معدل ضربات القلب والتنفس، ويمكن للمنشطات زيادة ضربات القلب ورفع ضغط الدم.
ومن جانبه، قال صامويل كورتيز، أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إنه يجب على الأطباء والمرضى القلق إذا استمر معدل ضربات القلب المرتفع؛ لأنه سيؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وفقاً لموقع "Everyday Health".
امراض القلب
أدوية فرط الحركة ونقص الانتباه لا تسبب السكتات الدماغية رغم ملاحظة الباحثين لزيادة خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع وأمراض الشرايين نتيجة تناول أدوية فرط الحركة ونقص الانتباه لمدة طويلة، لكنهم لم يعثروا على مخاطر إضافية ترتبط بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
ورغم وجود بعض المخاطر لهذه الأدوية لكن هذا لا يعني التوقف عن تناولها، بل يحتاجها المرضى للسيطرة على الاضطراب، ويقول خبراء الصحة إن فوائد أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تفوق مخاطرها مثل أي نوع من الأدوية الأخرى.
كما أوصى الأطباء بمراقبة ضغط الدم والنبض وتتبع أي تغيرات تحدث على القلب، خلال الفترة التي يتناول فيها المرض أدوية فرط الحركة ونقص الانتباه.