أمل جديد لمرضى سرطان الغدد الليمفاوية.. تركيبة دوائية ثلاثية تُحدث طفرة في العلاج

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على تركيبة دوائية ثلاثية لـ علاج ورم الغدد الليمفاوية كبيرة الخلايا البائية (Large B-cell Lymphoma – LBCL)، وهو أحد أنواع سرطان الدم العدوانية.

تتكون التركيبة الجديدة من عقار brentuximab vedotin إلى جانب الأدوية المعروفة lenalidomide وrituximab، والتي حصلت على موافقات سابقة من الإدارة في أعوام 1997 و2005 و2011 على التوالي.

ويستهدف هذا العلاج المرضى البالغين الذين لم يستجيبوا لعلاجين أو أكثر من العلاجات السابقة أو عاودهم المرض، وخاصةً أولئك غير المؤهلين لعمليات زرع الخلايا الجذعية أو علاجات الخلايا التائية (CAR T-cell therapy).خلايا الدم البيضاءخلايا الدم البيضاء

سرطان سريع النمو بحاجة إلى خيارات أفضل

يُعد LBCL أحد أشكال السرطان سريعة النمو التي تصيب الخلايا البائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء الضرورية لجهاز المناعة، وغالباً ما يُشخَّص المرض في مراحله المتقدمة خاصةً بين كبار السن، وأكثر أشكال هذا المرض شيوعاً هو (diffuse large B-cell lymphoma DLBCL)، والذي يمثل حوالي 25% من حالات الأورام اللمفاوية في الولايات المتحدة.

وتُظهر الإحصاءات أن العديد من المرضى إما يعانون من انتكاسة المرض بعد العلاج أو لا يستجيبون للعلاجات القياسية، ما يدفع الجهات الطبية وشركات الأدوية إلى البحث المستمر عن حلول علاجية فعالة.

كيف يعمل العلاج الثلاثي؟

يجمع العلاج الجديد بين 3 أدوية لكل منها دور مهم في مكافحة السرطان:

Brentuximab vedotin: المعروف تجارياً باسم Adcetris والمصنّع من قبل شركة Seagen التابعة لشركة Pfizer، يعمل على إيصال العلاج الكيميائي مباشرةً إلى الخلايا السرطانية.

Rituximab: يستهدف الخلايا البائية السرطانية ويدمرها.

Lenalidomide: يعزز جهاز المناعة ويبطئ من انتشار الخلايا السرطانية.

ويوفر هذا المزيج الثلاثي أملاً جديداً للمرضى المصابين بـLBCL بما في ذلك الحالات المصابة بـDLBCL وسرطان الغدد الليمفاوية البائية عالية الدرجة.

نتائج التجارب السريرية

استندت موافقة FDA إلى نتائج تجربة سريرية شملت 230 مريضاً يعانون من LBCL إما في مرحلة الانتكاسة أو غير المستجيبين للعلاجات السابقة ولم يكن بمقدورهم تلقي العلاجات المتقدمة مثل زرع الخلايا الجذعية أو علاج CAR T-cell.

وقُسم المرضى إلى مجموعتين: الأولى تلقت مزيج Adcetris مع lenalidomide وrituximab، بينما تلقت المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا مع lenalidomide وrituximab.

وأظهرت النتائج تفوق العلاج الثلاثي الجديد حيث بلغ متوسط بقاء المرضى على قيد الحياة 13.8 شهرًا مقارنةً بـ8.5 أشهر للمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي، كما أُخِّر تقدم المرض لدى المرضى الذين تلقوا العلاج الجديد بمعدل 4.2 أشهر مقابل 2.6 أشهر فقط في المجموعة الأخرى، وبلغت نسبة الاستجابة للعلاج 64.3% مقابل 41.5% للمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي.الطفح الجلديالطفح الجلدي

الآثار الجانبية والتحذيرات

وتضمنت الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الثلاثي التعب، الإسهال، وآلام الأعصاب أو التنميل، والطفح الجلدي، والالتهاب الرئوي، والإصابة بعدوى COVID-19، وانخفاض مستويات الهيموجلوبين وخلايا الدم، فيما أكدت شركة Pfizer في بيان صحفي أن سلامة Adcetris في هذه التجربة كانت متسقة مع الدراسات السابقة دون ظهور أي مخاوف جديدة.

ويتوجب على المرضى الذين يتناولون Adcetris إبلاغ الأطباء فورًا بأي شعور بألم عصبي، إحساس بالحرقان، خدر أو ضعف، كما يُنصح بإبلاغ الطبيب بأي مشاكل صحية تتعلق بالقلب أو الكبد أو الكلى أو الجهاز العصبي قبل بدء العلاج.

نظراً لاحتمال تأثير Adcetris السلبي على الأجنة يُشترط على النساء إجراء اختبار حمل قبل بدء العلاج واستخدام وسائل منع الحمل خلال فترة العلاج ولمدة شهرين بعد آخر جرعة، وبالنسبة للرجال يُنصح باستخدام وسائل منع الحمل أثناء العلاج ولمدة أربعة أشهر بعد آخر جرعة.