أضرار مشروبات الديتوكس.. كيف تؤثر على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي؟
أضرار مشروبات الديتوكس
كشفت دراسة نُشرت في Nutrients في يناير أن الأشخاص الذين اتبعوا "حمية العصائر" لمدة 3 أيام سجلوا مؤشرات أعلى للالتهابات في ميكروبيوم الفم والأمعاء، مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً.
ورغم أن الفواكه والخضراوات جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي، إلا أن تناولها كاملة قد يكون أكثر فائدة للميكروبيوم مقارنة بتحويلها إلى عصير، وترى بعض الآراء أن انتشار حمية العصائر يعود إلى التأثير الاجتماعي أكثر من الأدلة العلمية، حيث إن ثقافة الحميات الغذائية المتأثرة بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي تساهم في انتشار هذه العادة.
تأثير العصائر على الميكروبيوم
تأثير العصائر على الميكروبيوم
يؤثر ميكروبيوم الفم والأمعاء على العديد من الجوانب الصحية، حيث ترتبط مستعمرات البكتيريا في الفم بأمراض مثل ألزهايمر والسمنة والاضطرابات المناعية الذاتية، في حين أن ميكروبيوم الأمعاء يؤثر على الصحة النفسية والسرطان والسكري.
ووجد بحث سابق من عام 2018 أن إضافة العصير إلى النظام الغذائي العادي أدى إلى تحسن في بكتيريا الأمعاء بعد 3 أسابيع، بينما أظهرت دراسة أخرى عام 2022 أن الصيام على العصائر لمدة 3 أيام قلل من تنوع الميكروبات المعوية لكن عند إضافة الألياف زاد التنوع البكتيري.
تفاصيل الدراسة
في دراسة Nutrients الجديدة قُسم 14 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً إلى 3 مجموعات: مجموعة استهلكت فقط عصائر الفواكه والخضروات لمدة 3 أيام، ومجموعة شربت نفس العصائر ولكن مع إمكانية إضافة أطعمة كاملة، ومجموعة اتبعت نظاماً غذائياً نباتياً يحتوي على نفس السعرات الحرارية لمجموعة العصير فقط.
وجمع الباحثون عينات من اللعاب ومسحات من الخد والبراز قبل وأثناء وبعد الحمية ثم استخدموا أدوات إحصائية لتحليل التغيرات في البكتيريا.
وأظهرت النتائج أن مجموعة العصائر الحصرية سجلت أعلى زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات ومشاكل الأمعاء، بينما شهدت مجموعة العصير مع الطعام تغييرات أقل حدة، أما المجموعة التي تناولت الطعام النباتي الكامل فقد شهدت زيادة في البكتيريا المفيدة لصحة الأمعاء وتقليل الالتهابات.
لماذا قد تكون العصائر غير مفيدة للميكروبيوم؟
استخراج السوائل من الفواكه والخضراوات يؤدي إلى فقدان الألياف
يؤدي استخراج السوائل من الفواكه والخضراوات وإزالة اللب إلى فقدان الألياف، حيث تفقد العصائر حوالي 90% من محتواها من الألياف في المقابل تبقى السكريات، ما يزيد من نسبة السكر والكربوهيدرات في العصير، ويغير من تأثيرها على بكتيريا الأمعاء.
كما أن الاعتماد على العصائر فقط يمثل تغييراً جذرياً في النظام الغذائي مما قد يؤدي إلى اضطراب في توازن الميكروبيوم، إذ أن الجسم البشري ليس مصمماً لاستهلاك نوع واحد فقط من المغذيات فهو يحتاج إلى توازن من البروتينات والدهون والكربوهيدرات بما في ذلك الألياف يومياً.
هل يجب تجنب العصائر تماماً؟
هل يجب تجنب العصائر تماماً؟
إذا كنت تبحث عن طريقة لزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات فقد يكون مزجها في العصائر السموذي خياراً أفضل للحفاظ على الألياف والعناصر الغذائية، فالعصائر قد تكون وسيلة جيدة للحفاظ على الترطيب والحصول على بعض الفيتامينات والمعادن، لكن من الضروري تضمين الألياف والمغذيات الأخرى طوال اليوم.
