الأسلوب التربوي السلطوي يُعتبر من أكثر الأساليب التربوية فاعلية في تنشئة الأطفال، حيث يتضمن هذا الأسلوب التوازن بين تقديم الحب والدعم للأطفال مع وضع قواعد واضحة وتوقعات معقولة.
ويختلف هذا الأسلوب عن غيره من الأساليب التربوية، حيث يُظهر الآباء السلطويون حباً كبيراً لكنهم لا يتغاضون عن الانضباط؛ فهم لا يسعون إلى فرض السيطرة القسرية بل يركزون على التواصل المفتوح مع الأطفال، وفقاً لأبحاث عالمة النفس ديانا بومريند التي نشرها موقع "health line" الطبي.
الفرق بين الأسلوب السلطوي والأساليب الأخرى
يختلف الأسلوب السلطوي عن الأساليب الأخرى مثل الأسلوب الاستبدادي والأسلوب المتساهل؛ في الأسلوب المتساهل يظل الآباء قريبين عاطفياً من أطفالهم ولكنهم يفتقرون إلى وضع قواعد واضحة، ما يجعل الأطفال يختبرون الحدود بشكل متكرر، أما في الأسلوب الاستبدادي فآباء هذا الأسلوب أكثر صرامة وفرضاً للقواعد دون مرونة ما يخلق بيئة مشحونة بالانتقاد.
لا يُطبق الأسلوب السلطوي بنفس الطريقة في كل موقف، على سبيل المثال إذا رفض طفل تناول العشاء قد يستجيب الوالد المتساهل بتقديم وجبة جديدة بينما يتبع الوالد الاستبدادي القواعد بشكل صارم ويجبر الطفل على تناول الطعام، أما في حالة الوالد السلطوي فإنه يشرح للطفل لماذا وقت الطعام هو الآن ويشجعه على احترام القواعد بينما يناقش معه الموضوع، هذه المرونة تُعتبر من سمات هذا الأسلوب الذي يأخذ في اعتباره احتياجات الطفل.
الأسلوب السلطوي يقدم العديد من الفوائد للطفل، ومنها:
فوائد الأسلوب السلطوي
تعلق آمن: يساعد في بناء بيئة آمنة للطفل ما يعزز الثقة بالنفس والعلاقات الصحية.
مهارات التكيف الأفضل: يتعلم الطفل كيفية تنظيم مشاعره والتعامل مع التحديات بفعالية.
أداء أكاديمي أعلى: يساعد على تعزيز التعليم ودعم الطفل لتحقيق أداء أكاديمي جيد.
سلوك جيد: يميل الأطفال إلى أن يكونوا أكثر تعاوناً مع القيم الاجتماعية.
الانفتاح: يساهم في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي والقدرة على التعبير عن مشاعرهم.
لتطبيق هذا الأسلوب بشكل صحيح، يمكن اتباع بعض النصائح الأساسية:
لتطبيق الأسلوب السلطوي يُنصح بالإنصات للطفل
وضع حدود واضحة: تحديد توقعات معقولة والتمسك بها مع السماح للطفل بالتعبير عن نفسه.
الإنصات للطفل: السماح للطفل بمشاركة أفكاره وآرائه في جو من الاحترام.
تشجيع الاستقلالية: تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته الخاصة وتحمل المسؤولية.
المرونة والتكيف: المرونة مع الطفل في مواقف معينة وفقًا لاحتياجاته.
احترام الطفل كشخص: التعامل مع الطفل كشخص ذو حقوق وآراء مستقلة.
تعليم الطفل كيفية حل المشكلات: تدريب الأطفال على كيفية التفكير وحل المشكلات بأنفسهم بدلاً من حلها لهم.