في عالمنا سريع الخطى، يسعى الكثيرون لإرضاء من حولهم، متناسين احتياجاتهم ورغباتهم الشخصية، ولكن هل تعلم أن هذه العادة قد تؤثر سلباً على صحتك الجسدية والنفسية؟
في السطور التالية توضح بوابة صحة كيف يمكنك التوقف عن هذه العادة مع الحفاظ على لطفك وتوازن مشاعرك، نقلاً عن موقع "newport institute" المختص بالدراسات الاجتماعية.
وفقاً للمعالجة النفسية إريكا مايرز، من جامعة أوريغون، فإن إرضاء الآخرين يُعرف بـ"تغيير الكلمات أو السلوكيات لتتناسب مع مشاعر أو ردود فعل شخص آخر"، و قد تبدأ العادة بنوايا طيبة لكنها تُشكل ضغطاً نفسياً وتؤدي إلى إهمال الذات.
صعوبة قول لا من علامات إرضاء الآخرين
إذا كنت تشك أنك تُظهر سلوكيات إرضاء الآخرين، فقد تكون لديك العلامات التالية:
تدني احترام الذات.
الخوف من الرفض.
صعوبة قول "لا".
الحاجة المستمرة لقبول الآخرين لك.
الاعتذار وتحمل المسؤولية حتى عندما لا تكون مخطئاً.
الشعور بالإجهاد عند النزاعات.
الموافقة المستمرة حتى دون قناعة.
تُظهر هذه العلامات أنك قد تكون تُفضل إسعاد الآخرين على حساب راحتك الشخصية.
المحاولة المستمرة لإرضاء الآخرين تسبب نتائج سلبية
تقول "مايرز" إن إرضاء الآخرين ليس دائماً سلبياً لكن عندما يُصبح نمطاً مستمراً قد يؤدي إلى نتائج سلبية مثل:
مشاعر استياء تجاه الآخرين.
استغلال الآخرين لك.
الشعور بعدم الرضا عن العلاقات.
الإجهاد والإرهاق المستمر.
من الضروري أن تُميز بين اللطف المُخلص ومحاولة إرضاء الآخرين لتجنب الوقوع في هذه الدائرة السلبية.
اللطف الحقيقي نابع من الرغبة في تحسين الأمور للآخرين بدلاً من كسب القبول، تأكد من أنك تُساعد الآخرين لأنك ترغب في ذلك، لا لأنك تخشى الاستياء أو الرفض.
لديك احتياجاتك الخاصة ومصادر عاطفية محدودة، فلا بأس أن تكون معطاءً، ولكن من الضروري احترام احتياجاتك وتلبيتها أولاً.
وضع الحدود يساعد في الحفاظ على التوازن النفسي
وضع الحدود يُعد خطوة ضرورية في الحفاظ على التوازن النفسي، لذا قبل المساعدة فكّر في مشاعرك تجاه الفعل وهل ترغب في القيام به أم تخشاه؟ وما إذا كان لديك وقت لنفسك، وتأثير هذا القرار على حالتك النفسية.
لا تقف دائماً في موضع المتدخل، أحياناً الاستماع والاهتمام دون تقديم الحلول يكون كافياً لإظهار التعاطف والدعم.
إذا كنت تُعاني من صعوبة في التوقف عن عادة إرضاء الآخرين يُمكن أن يساعدك المعالج النفسي في اكتشاف الأسباب الكامنة وراء هذه العادة والتعامل معها من خلال استراتيجيات نفسية مُحكمة.
وفي الختام فإن إرضاء الآخرين قد يبدو كتصرف لطيف لكنه لا يُخدمك أو يخدم علاقاتك في المدى البعيد، إذا كنت تُعاني من الإرهاق نتيجة محاولاتك المستمرة لإبقاء الجميع سعداء فكّر في الاعتناء بنفسك أولاً، حيث التوازن بين اللطف مع الآخرين والاعتناء بالذات هو مفتاح حياة مُريحة وسعيدة.