يعد التحدث مع النفس من السلوكيات الطبيعية والشائعة، وسواء كان ذلك داخلياً أو تحدثًا بصوت عالٍ، فإن معظم الأشخاص ينخرطون في الحديث الذاتي بانتظام، وعندما يكون الحديث الذاتي إيجابياً يُعد أحد الوسائل الصحية، ولكن متى يكون التحدث مع النفس علامة على وجود مشكلة نفسية؟
أظهرت الأبحاث أن الحديث الإيجابي مع النفس يعزز الثقة، ويساعد في تقليل التوتر أو الخوف عند أداء المهام تحت ضغط، وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يكون التحدث مع النفس أحد العادات السلبية، التي تزيد من معدل الإصابة بـ المشاكل النفسية، نقلاً عن "Verywell Health".
الحديث الإيجابي مع النفس يعزز الثقة
توجد نظريتان تفسران لماذا يتحدث الأشخاص مع أنفسهم، وتتضمن ما يلي:
-نظرية العزلة الاجتماعية: قضاء الكثير من الوقت بمفردك يجعلك أكثر عرضة للتحدث مع النفس.
-نظرية الاضطراب المعرفي: عندما تواجه شيئاً صعباً أو صادماً يؤثر ذلك على صحتك النفسية، ما يجعلك أكثر عرضة للتحدث مع النفس.
هناك بعض الطرق التي يتحدث بها كل شخص مع نفسه، وتتضمن ما يلي:
-النقد الذاتي: قول أشياء سلبية عن الذات أو الأداء، مثل: "بدت سخيفاً خلال ذلك الاجتماع".
-تعزيز الذات: تشجيع النفس من خلال التذكير بالصفات أو الإنجازات الإيجابية، مثل: "أنا مستعد، وسأقوم بعمل جيد خلال العرض التقديمي غداً".
-إدارة الذات: مساعدة النفس على تنظيم وتذكر المهام مثل: "لا تنس تحديد هذا الموعد اليوم".
أشكال التحدث مع النفس
-التقييم الاجتماعي: التدرب على السيناريوهات الاجتماعية بصوت عالٍ، مثل "إذا سألوني عن مشروعي، سأشرحه بهذه الطريقة".
بشكل عام، يُعد التحدث مع النفس سلوكاً شائعاً، يستخدمه الأشخاص لمعالجة أفكارهم وتجاربهم وقراراتهم اليومية، وتربط الأبحاث بقوة بين السلوك واليقظة والوعي الذاتي، وتأثير التحدث مع النفس على شخصيتك وتطورها.
وبناءً على ذلك، عندما تتحدث مع نفسك، حاول قدر الإمكان أن يكون الحديث إيجابياً؛ لتعزيز الصحة النفسية وتقليل فرص القلق أو الاكتئاب أو التوتر، وإذا لم يجد الحديث الإيجابي نفعاً مع نفسك، عليك بالتحدث مع معالج نفسي، يساعدك على تخطي هذه المشاعر.