التنمر الذي يتعرض له طلاب المدارس على وجه الخصوص متعدد الأشكال والأنماط، حيث يتمثل في العنف والكلمات الساخرة والجارحة والسلوك العدواني، ويستهدف المتنمر الشخص بقصد الإذلال أو الأذى، كما أن التنمر تطور مع وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في شكل التنمر الإلكتروني.
يتسبب التنمر في شعور الضحية بالوحدة والاكتئاب ووجود أفكار انتحارية؛ ولهذا تكشف "بوابة صحة" عن العلاقة بين التنمر والانتحار كما تسلط الضوء على حالات تعرضت للانتحار بسبب التنمر.
يتسبب التنمر في شعور الضحية بالوحدة والاكتئاب
لا يوجد دليل على أن التنمر سبب مباشر للانتحار، ورغم ذلك هناك ارتباط بينهما، فالمراهقين الذين يتعرضون للتنمر أكثر عرضة لمحاولة الانتحار أو ظهور أفكار انتحارية لديهم.
كما أن التنمر يفاقم من المشكلات العقلية التي يعاني منها الضحايا بالفعل مثل الاكتئاب أو الصدمة أو المشكلات العائلية، وبالتالي فمحاولات الانتحار أعلى في هذه الفئة من الأشخاص.
ويُعد التنمر السبب الثاني لوفاة الشباب بين عمر 15-24 عاماً بالسنوات الأخيرة، حيث ارتفعت المعدلات عن السابق.
المراهقين الذين يتعرضون للتنمر أكثر عرضة لمحاولة الانتحار
في عام 2021 انتحرت طفلة أمريكية تبلغ من العمر 10 سنوات، بعد تعرضها للتنمر لفترة من الوقت دون علم عائلتها بما تمر به، حيث اكتشفت والدتها السلوكيات العنيفة التي تعرضت لها ابنتها بعد وفاتها.
كانت الطفلة ليزي مصابة بالتوحد ومن ذوي البشرة السمراء القلائل في المدرسة، حيث تعرضت للسخرية من زملائها بالفصل ومن بعض معلميها، بحسب ما ذكرت والدتها لموقع "ABC News".
ووفقاً لمسح، أظهرت بياناته عن تزايد المشكلات المتعلقة بـ الصحة العقلية بين الشباب في الولايات المتحدة، حيث شُخص ما يقرب من 5.8 مليون طفل أمريكي بالقلق بين عامي 2016 و2019، وتم تشخيص ما يقرب من 2.7 مليون طفل بالاكتئاب في نفس الفترة الزمنية، وفقاً لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وفي شهر أبريل 2024، قال والد الطفل سام توش إنه وعائلته في كابوس بعد وفاة ابنه البالغ من العمر 10 سنوات منتحراً بسبب تعرضه للتنمر، حيث وجدوه فاقداً للوعي في غرفة نومه.
وأوضح والد الطفل المنتحر من ولاية إنديانا الأمريكية لموقع "NewsNation" أنه على الرغم من الشخصية الودودة لابنه لكنه كان هدفاً للمتنمرين الذين سخروا من أسنانه ونظارته، كما تعرض للهجوم في حافلة المدرسة، حيث سرق المتنمرون جهاز "iPad" الخاص بالطفل "سام" واستخدموه لضربه في رأسه، فعاد ونظارته مكسورة ولديه خدوش في وجهه، وقبل وفاته بيوم تعرض لتهديدات بالضرب إذا أتى للمدرسة في اليوم التالي، لكنه أنهى حياته للتخلص من هذه المعاناة.
انتحار الأطفال والمراهقين بسبب التنمر
ومن أمريكا إلى اليابان التي تتزايد فيها حالات الانتحار بين الأطفال والمراهقين بسبب التنمر ومشكلات الصحة العقلية، حيث تحاول بعض المدارس إخفاء سبب الانتحار عن التنمر لكن التحقيقات تكشف عن وجود رابط بين التنمر وأغلب حالات الانتحار، وذلك بحسب ما ذكره موقع Japan news.