يُعتبر التنمر في مكان العمل آفة اجتماعية تتعدى كونها مجرد سلوك غير مرغوب فيه، بل تتحول إلى وباء يؤثر سلباً على صحة وسلامة الموظفين، هذا السلوك العدواني المتكرر، سواء كان لفظياً أو جسدياً أو نفسياً، يخلق بيئة عمل سامة تؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة ورفاهية الأفراد، وتترك آثاراً عميقة على حياتهم الشخصية والمهنية.
في السطور التالية تسلط بوابة صحة الضوء على المخاطر الصحية المتعددة التي يسببها التنمر في مكان العمل، وكيف يؤثر هذا السلوك على الصحة النفسية والجسدية للموظفين.
المخاطر الصحية للتنمر في مكان العمل
المخاطر الصحية التي يعاني من ضحية التنمر لا تختفي بمغادرة موقع العمل، حيث تتجاوز الآثار الجسدية التغيرات المزاجية، وتمتد إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بنوبات الهلع والتوتر والقرحة، إلى جانب الصداع وتوتر العضلات وتغيرات الشهية، واضطرابات النوم.
وتقول أخصائية الصحة العقلية، أزيز مارشال، إن التنمر في مكان العمل يساهم في زيادة التوتر وانخفاض احترام الذات والشعور بالقلق والاكتئاب، مضيفةً أنه يسلب الشخص شعوره بالأمان بسبب وجوده في أماكن ووسط أشخاص يسببون له الاضطراب، حسب موقع "Verywell Mind".
كشفت دراسة أجريت على 6606 موظفين بمدينة هلسنكي عاصمة فنلندا، بين عامي 2000-2022، بينهم 80% من النساء تتراوح أعمارهم بين 40-60 عاماً، أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر أكثر عرضة للحصول على وصفات طبية لأدوية نفسية مثل مضادات الاكتئاب والمهدئات والحبوب المنومة، حسب المجلة الطبية البريطانية.
الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر أكثر عرضة للحصول على مضادات الاكتئاب
توضح "مارشال" أن التنمر في العمل يؤثر على أداء الشخص لوظيفته، حيث تنخفض إنتاجيته ويزداد شعوره بالتعب وصعوبة التركيز، إضافةً إلى عدم القدرة على العمل وفقدان احترام الذات، كما يتعرض الموظفون المُتنمر عليهم إلى فقدان الدافع، وإضاعة الوقت في تجنب المتنمر، وطلب الدعم، والتخطيط للتعامل معه والدفاع عن أنفسهم.
يؤثر التنمر في مكان العمل سلباً على الجميع، مُخلقاً بيئة عدائية تُعيق العمل، وتزيد التغيب، وتُقلل الإنتاجية والولاء، وتُضعف السمعة، لذا دعت المعالجة النفسية أفيجيل ليف، م إلى تبني نهج حازم ومباشر تجاه المتنمرين في مكان العمل، ومواجهة المشكلة وتحديد عواقب واضحة لهذا السلوك غير المقبول.