فشل الآباء في إعطاء الطفل الاهتمام الكافي والاستجابة للاحتياجات العاطفية، يسبب المعاناة من الإهمال العاطفي وهي حالة لها عواقب طويلة المدى لا تؤثر فقط عليه خلال مرحلة الطفولة لكن تستمر حتى البلوغ أيضاً.
وتوضح "بوابة صحة" كل ما تريد معرفته عن الإهمال العاطفي، وما يترتب عليه من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية والعقلية للأطفال.
ما هو الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة؟
ليس بالضرورة أن يشير الإهمال العاطفي إلى الإساءة العاطفية للأطفال، فالإساءة متعمدة، لكن في بعض الأحيان لا يستطيع الوالدان ملاحظة الاحتياجات العاطفية للطفل والتصرف وفقاً لها، ومن بين الأمثلة على ذلك أن يخبرك الطفل بأنه حزين على صديق في المدرسة، فيتجاهل أحد الآباء مشاعره وكأنها لعبة أطفال بدلاً من الاستماع إليه ومساعدته في التغلب على هذا الشعور.
بعض أعراض الإهمال العاطفي خفية وبعضها واضح ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً الاكتئاب والقلق واللامبالاة وفرط النشاط، إضافة إلى الفشل في النمو أو تأخره، وانخفاض احترام الذات والعدوانية، والانسحاب من الأنشطة ومن بين الأصدقاء.
كما أن بعض الأطفال يظهرون بمظهر غير المبالين أو غير المهتمين، وفئة منهم تتجنب العاطفية أو الحميمية، وذلك بحسب ما ذكره موقع Healthline.
التعرض للإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة يجعل هؤلاء الأشخاص يتعاملون مع عواقب ما عاشوه عندما يكبرون، حيث لم يحصلوا على احتياجاتهم العاطفية منذ الصغر، وأصبحوا لا يعرفون طريقة التعامل مع مشاعرهم.
ومن بين التأثيرات التي يواجهونها في مرحلة البلوغ اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، وزيادة احتمالية الإصابة باضطراب الأكل وتجنب العلاقة الحميمة، والشعور بالنقص، إضافة إلى الشعور بالفراغ، وعدم القدرة على الانضباط الذاتي والشعور بالذنب أو العار إضافة إلى السلوكيات العدوانية، وصعوبة الثقة بالآخرين.
الاكتئاب من آثار الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة
وبعض الذين عانوا من الإهمال العاطفي خلال طفولتهم يتحولون إلى آباء يهملون أطفالهم عاطفياً، فلم يتعلموا أهمية المشاعر ولا يعرفون كيفية الحفاظ ورعاية مشاعر أطفالهم.
لكن لحسن الحظ، يمكن علاج الإهمال العاطفي لدى البالغين مع الطبيب النفسي المختص عن طريق فهم المشاعر الخاصة والشعور بها وتعزيز الروابط العاطفية.