أدوية أوزمبيك لعلاج السمنة والسكري.. ما علاقتها بضعف الانتصاب؟
في السنوات الأخيرة ازدادت شعبية أدوية مثبطات GLP-1 مثل أوزمبيك "سماغلوتيد" وويغوفي، التي تُستخدم لعلاج السمنة ومرض السكري، ومع هذا الارتفاع في الاستخدام بدأت الدراسات تتوالى لفحص الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية، بما في ذلك تأثيراتها على الصحة الجنسية خاصة ضعف الانتصاب.
تأثير أدوية GLP-1 على الصحة الجنسية
أدوية GLP-1 وتأثيراتها الجنسية
انتشرت تقارير عبر الإنترنت من قبل مستخدمي أدوية GLP-1 حول تأثيرات جنسية متنوعة تتراوح من ضعف الرغبة الجنسية إلى زيادة الشهوة، وأظهرت دراسة أجراها باحثون في إيطاليا على موضوعات تتعلق بمثبطات GLP-1 على "Reddit"، تفاوتاً كبيراً في تأثيراتها على النشاط الجنسي، فيما أوضح الدكتور دافيدي أريلوطا، أستاذ الطب النفسي في جامعة فلورنسا، أن العمر والجنس والعوامل الهرمونية ونمط الحياة قد تلعب دوراً كبيراً في تأثير هذه الأدوية على المرضى.
الدراسات الحديثة حول العجز الجنسي
كشفت دراسة نُشرت في "International Journal of Impotence Research" عن ارتباط محتمل بين استخدام السماغلوتيد والعجز الجنسي لدى الرجال بين 18 و50 عاماً، مشيرة إلى أن الرجال الذين استخدموا السماغلوتيد لفقدان الوزن كانوا أكثر عرضة لانخفاض مستويات التستوستيرون وضعف الانتصاب مقارنة بأقرانهم الذين لم يستخدموا الدواء.
وأوضح الدكتور جوزيف سونستين، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة تكساس، أن فقدان الوزن عادة ما يكون له تأثير إيجابي على مستويات التستوستيرون، ولكن نتائج هذه الدراسة كانت غير متوقعة حيث أظهرت انخفاضاً في مستويات الهرمون.
استخدم السماغلوتيد يسبب انخفاض مستويات التستوستيرون
هل هناك سبب محدد؟
على الرغم من أن الدراسة أظهرت ارتباطاً بين استخدام السماغلوتيد والعجز الجنسي، إلا أنه لم يتم إثبات علاقة سببية، وأوضح الدكتور سونستين أن الأدوية التي تحاكي تأثيرات الهرمونات مثل GLP-1 قد تتداخل مع إشارات إنتاج التستوستيرون في الجسم، ورغم ذلك، فإن المخاطر العامة لهذه الآثار الجانبية تبقى ضئيلة، حيث أظهرت الدراسة أن أقل من 2% من الرجال الذين تناولوا السماغلوتيد تأثروا بهذه المشكلة.
دراسات أخرى وتفاوت النتائج
دراسات أخرى أظهرت نتائج متفاوتة، على سبيل المثال دراسة نُشرت في "eBioMedicine" أظهرت أن الدولاجلوتيد (Trulicity) لم يؤثر على مستويات التستوستيرون أو عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الأصحاء، كما أظهرت دراسة في "Journal of Clinical Medicine" تحسنًا في وظيفة الانتصاب ومستويات التستوستيرون لدى الرجال الذين يعانون من السمنة ومتلازمة نقص الغدد التناسلية الأيضية بعد استخدام الليراجلوتيد.
الدولاجلوتيد لا يؤثر على مستويات التستوستيرون لدى الرجال
نصائح للمرضى
على الرغم من المخاطر المحتملة، يشير الخبراء إلى أنه لا ينبغي للرجال الذين يصف لهم الطبيب أدوية GLP-1 التوقف عن استخدامها دون استشارة الطبيب، وإذا لاحظوا تغييرات في وظيفتهم الجنسية مثل ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية يجب عليهم إبلاغ الطبيب الذي وصف لهم الدواء.
