الإرهاق العقلي يشبه التعب الجسدي ولكنه يؤثر على العقل بدلاً من العضلات، ويحدث عادةً نتيجة التركيز لفترة طويلة على مهام تحتاج مجهوداً ذهنياً كبيراً أو بسبب الضغوط اليومية مثل العمل المستمر أو رعاية أفراد الأسرة، ويؤدي هذا الإرهاق إلى مشاعر متزايدة من الانزعاج، والتعب، وفقدان القدرة على التحكم في المشاعر.
في السطور التالية، تستعرض "بوابة صحة" أعراض تشير إلى الإصابة بالإرهاق العقلي، وطرق التعامل مع هذه الحالة وتجنبها.
التقلبات المزاجية والغضب من أعراض الإرهاق العقلي
إذا كنت تشعر بالغضب أو عدم الصبر على نحو غير معتاد فهذا قد يكون مؤشراً على أنك تعاني من الإرهاق العقلي، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Psychology يشعر الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق الذهني بزيادة التوتر والعصبية، ما يجعلهم أكثر عرضة للانفجار العاطفي.
قد تلاحظ تراجعاً في إنتاجيتك وعدم القدرة على التركيز، والمهام اليومية التي كانت بسيطة قد تصبح مرهقة، حيث أشارت دراسة في Frontiers in Psychology إلى أن التعب العقلي يؤثر بشكل كبير في القدرة على إدارة المهام والإنتاجية.
على الرغم من الاعتقاد بأن الإرهاق العقلي قد يسهل النوم إلا أن الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد العقلي غالباً ما يعانون من مشاكل في النوم، ووفقًا لدراسة نُشرت في Sleep Medicine Reviews يتسبب العمل الذهني المجهد في زيادة احتمالية الإصابة بالأرق وصعوبة الاسترخاء ليلاً.
الإرهاق العقلي قد يدفعك إلى تبني سلوكيات غير صحية مثل زيادة استهلاك الكحول أو المخدرات، وتشير الأبحاث المنشورة في Addiction Science & Clinical Practice إلى أن الإجهاد المزمن يمكن أن يزيد من رغبة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في استخدام المواد المخدرة كوسيلة للتعامل مع التوتر.
الإرهاق العقلي يرتبط بالقلق والاكتئاب
إذا كنت تشعر بالتعب وعدم القدرة على إكمال المهام اليومية فقد يكون ذلك علامة على الإرهاق العقلي، والإرهاق المستمر يرتبط أيضاً بالقلق والاكتئاب، بحسب دراسة نشرتها The Lancet Psychiatry، حيث إن الإجهاد العقلي يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن.
الإرهاق العقلي قد يجعلك ترتكب المزيد من الأخطاء سواء في العمل أو الحياة اليومية وتصبح القدرة على التركيز والتفاعل السريع أقل، كما يرتبط الإرهاق العقلي بمزيد من الحوادث خاصةً في الوظائف التي تتطلب اليقظة المستمرة مثل القيادة أو العمل بالآلات.
لتخفيف الإرهاق العقلي، من المهم أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل، واعتماد تقنية بومودورو تساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل التوتر، والفكرة هي أن تعمل لمدة 25 دقيقة ثم تأخذ استراحة لمدة 5 دقائق، وتكرر ذلك حتى تتمكن من إتمام مهامك بفاعلية أكبر.
ممارسة الرياضة تقلل من آثار الإرهاق العقلي
النشاط البدني يساعد على تقليل التوتر وزيادة الطاقة، حيث أشارت دراسة في British Journal of Sports Medicine إلى أن ممارسة الرياضة حتى لو كانت بسيطة مثل المشي السريع يمكن أن تساعد في تقليل آثار الإرهاق العقلي.
الاسترخاء هو عامل أساسي لتجنب الإرهاق العقلي، يمكنك اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا، أو حتى مجرد الاستمتاع بفيلم، أو التواصل مع الأصدقاء أو الاستعانة بأخصائي نفسي يمكن أن يساعدك في التحكم في الإجهاد العقلي والوقاية من مضاعفاته.