أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة "JAMA Oncology" أن تناول الأسبرين بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتبعون أساليب حياة أقل صحة، والذي عادة ما يتم استخدامه لتخفيف الصداع وخفض الحمى، لكنه قد يوفر فوائد إضافية في الوقاية من السرطان.
من يتناولون الكحول والمدخنون الأكثر استفادة من الأسبرين
بحسب الدراسة، الأشخاص الذين لديهم أنماط حياة غير صحية هم الأكثر استفادة من تناول الأسبرين بانتظام، تشمل هذه الفئة من يعانون من ارتفاع استهلاك الكحول، قلة النشاط البدني، نظام غذائي غير صحي، ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، والتدخين.
وأوضح الدكتور دانيال سيكافي، من مستشفى ماساتشوستس العام، أن هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وأن تناول الأسبرين يمكن أن يقلل هذا الخطر بشكل ملحوظ لهؤلاء الأشخاص.
توضح الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة 18% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالآخرين، وفي مجموعة الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مرتفعة، انخفضت نسبة الإصابة بالسرطان من 3.4% إلى 2.1% خلال 10 سنوات مع استخدام الأسبرين، وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون أنماط حياة أكثر صحة كان التأثير أقل وضوحاً، حيث انخفضت نسبة الإصابة من 1.6% إلى 1.5% فقط مع استخدام الأسبرين.
الأسبرين يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
على الرغم من أن الدراسة لم تحدد بشكل دقيق كيفية تقليل الأسبرين لخطر الإصابة بالسرطان، فإن الدكتور وائل حرب، اختصاصي الأورام، يوضح أن تأثيراته المضادة للالتهابات تلعب دوراً رئيسياً، إذ يعمل الأسبرين على تقليل الالتهابات عن طريق منع إنزيم يُسمى "السيكلوأكسجيناز" (COX)، وهو ما يقلل من إنتاج الجزيئات المسببة للالتهاب التي قد تسهم في تطور السرطان.
إضافةً إلى ذلك، يمنع الأسبرين تجمع الصفائح الدموية، ما يقلل من إطلاق عوامل النمو التي قد تعزز من نمو وانتشار الأورام، كما يمنع الأسبرين بعض مسارات الإشارات داخل الخلايا التي تساعد على نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
رغم النتائج الإيجابية، فإن فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة (USPSTF) لم تغير توصياتها بعد، إذ تتطلب أدلة قوية من دراسات متعددة قبل إجراء أي تغييرات، سحبت الفرقة توصيتها السابقة لتناول الأسبرين بشكل يومي للوقاية من سرطان القولون والمستقيم في عام 2016 بسبب مخاوف من زيادة خطر النزيف.
يحذر "حرب" من أن استخدام الأسبرين ليس خالياً من المخاطر، وقد يسبب الأسبرين نزيفاً في الجهاز الهضمي، خاصة لمن يتناولون مميعات الدم أو يعانون من اضطرابات النزيف، كما يمكن أن يسبب آثاراً جانبية أخرى مثل الغثيان، والطفح الجلدي، وألم المعدة.
يؤكد الخبراء على أهمية استشارة الأطباء قبل البدء في تناول الأسبرين بانتظام، يمكن أن يساعد الفحص المنتظم، مثل تنظير القولون، على الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، ويعتبر استراتيجية فعالة للوقاية، في النهاية يجب أن يتم توجيه استخدام الأسبرين للأشخاص الأكثر استفادة بناءً على عوامل الخطر الفردية.