لا يخلو منزل من الأسبرين أحد الأدوية الشائعة لتخفيف الآلام البسيطة والحمى؛ فهو مضاد للالتهابات غير الستيرويدية، ويستخدمه البعض يومياً لتخفيف الصداع، ورغم قدرته على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قد يحمل مخاطر لبعض الفئات؛ لذا تُقدم بوابة "صحة" فوائد وأضرار تناوله يومياً.
يحتوي الأسبرين على حمض الساليسيليك الذي يساهم في تخفيف الألم وتقليل الحمى وخفض الالتهابات؛ فالبعض يستخدمه لتخفيف الصداع ونزلات البرد والإنفلونزا وتشنجات الحيض، إضافة إلى الحالات الشديدة مثل التهاب المفاصل أو الصداع النصفي.
وفي حالات الألم الشديد يوصي أطباء باستخدام دواء آخر بجانب الأسبرين، مثل مسكنات الألم أو أنواع أخرى من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
بعض الأطباء يدمجون الأسبرين في خطة العلاج بعد جراحة رأب الأوعية الدموية لعلاج اضطراب الشريان التاجي، أو بعد جراحة تغيير مسار الشريان التاجي إضافة إلى النوبة الإقفارية العابرة التي تعتبر اضطراباً في نشاط الدماغ ينتج عن انخفاض مؤقت في تدفق الدم للدماغ.
وكشف استطلاع أجرته جامعة ميشيغان الأمريكية يشمل 2657 من كبار السن الذين يتراوح أعمارهم بين 50–80 عاماً أنهم يتناولون الأسبرين أكثر من 3 مرات في الأسبوع، وأظهرت النتائج الخاصة بكبار السن في الولايات المتحدة أن 77% يعتقدون قدرته على تحسين الصحة العامة، كما قال 46% إنه يخفف الألم، و36% قالوا إنه يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، فيما يعتقد 31% قدرته على تقليل الإصابة بالخرف.
وقال جيفري بارنز أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ميشيغان، لموقع "Verywell Health"، إنه من بين الأسباب الأخرى التي تجعل كبار السن يتناولون الأسبرين بهذه الجرعات حتى إن لم تكن تحت استشارة الطبيب، هو منع الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وأشار "بارنز" إلى أن بعض المشاركين في الاستطلاع عانوا من نوبة أو سكتة قلبية أو حتى خضعوا لتركيب دعامات في القلب، ويستخدمون الأسبرين كوقاية ثانية لمنع تكرار المشكلة.
ورغم كل ذلك، إذا كان الطبيب يعتقد أن الأسبرين واقٍ فعليه تثقيف المرضى بأخطار تناول الدواء من دون داعٍ ولِمَ يحصلون منه على فائدة صحية.
تُوصِي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية البالغين بداية من عمر 60 عاماً فما فوق بعدم تناول جرعة منخفضة من الأسبرين كجرعة أولية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية للمصابين بهذه الأمراض بالفعل.
ورغم أن الأسبرين يخفض مخاطر الإصابة بجلطات الدم والسكتات الدماغية، فإنه يحمل أخطاراً عند تناوله بشكل متكرر أو يومياً؛ حيث يؤدي إلى كدمات ونزيف داخلي في الدماغ والمعدة والأمعاء.
وسلط "بارنز" الضوء على دراسة كشفت أن كبار السن الأصحاء الذين تناولوا الأسبرين أكثر عرضةً للإصابة بالنزيف داخل الجمجمة مقارنةً بالذين لم يتناولوه.
ويُسبِّب الأسبرين فقر الدم؛ حيث لا يكون لدى الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة، كما يمنع الصفائح الدموية من أن يلتصق بعضها ببعض ويمنع تخثر الدم.
بعض الحالات لا يمكنها الحصول على الأسبرين، ويجب على الطبيب التوصية بذلك، وهم المصابون باضطرابات النزيف مثل الهيموفيليا، وضغط الدم المرتفع غير المنضبط، والربو؛ الذين يعانون من قرحة هضمية أو المعدة وأمراض الكبد والكلى.
كما يجب على أي شخص لديه حساسية معروفة تجاه الأسبرين، أو أي مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، عدم تناول الأسبرين، وفق ما ذكره موقع Medical News Today.