الأكل الحار خطر على الحامل والجنين.. حقيقة أم خرافة؟

دائماً ما يُنصَح النساء بعدم تناول الأطعمة الحارة خلال الحمل، لكن هل للأمر مخاطر حقيقية؟ أم مجرد عادة متوارثة؟ وفي الحالتين، لِمَ تزداد شهية بعض النساء للطعام الحار وهن حوامل؟

في السطور الآتية تقدم لكِ بوابة صحة كل ما تحتاجين معرفته عن التأثير الحقيقي للأطعمة الحارة على الأم والجنين.

تناول الفلفل الحار خلال الحمل

أوضح الخبراء أنه من الآمن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أثناء الحمل؛ حيث أشارت شاندرا سكرجس ممرضة المخاض والولادة، إلى عدم وجود دليل على أن استهلاك الأطعمة الحارة يؤثر في الجنين النامي، لكن يجب ملاحظة أن لكل امرأة تجربة حمل مختلفة، وتختلف حساسية وتأثير الأطعمة على كل واحدة.

وأوضحت "سكرجس"، نقلاً عن "Parents"، أن تأثير الطعام الحار على الجنين مجرد خرافة، موضِّحةً أن هذه الأطعمة تترك آثاراً جانبية فقط على الأم الحامل وليس الجنين، لكنها ليست آثاراً خطيرة؛ إذ قد تؤدي إلى حرقة المعدة أو عسر الهضم.

كما نصحت الحوامل بالاعتدال في تناول جميع الأطعمة، بما فيها الحار. وإذا كنتِ ممن لم يتحملوا تناول الحار قبل الحمل لكنك تشتهينه بعد الحمل، يمكن إدخاله ببطء في نظامك الغذائي.

لماذا تشتهي الحامل الطعام الحار؟

قالت "سكرجس" إن سبب الرغبة الشديدة في تناول الطعام الحار في أثناء الحمل لا يزال غير مؤكد، لكنه قد يكون بسبب هرمونات الحمل والاحتياجات الغذائية للجسم، وما تشعر به الحامل خلال هذه الفترة.

فوائد تناول الأطعمة الحارة خلال الحمل

يمكن إدخال الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل في النظام الغذائي للحامل للحصول على بعض الفوائد الإيجابية، مثل:

1– إدخال نكهات جديدة للجنين:

كشفت أدلة أن السائل الأمنيوسي يكتسب نكهة الأطعمة التي تتناولها الحامل خلال الحمل؛ ما يجعل الأطفال يتقبَّلون نكهات مشابهة للتي حصلوا عليها في الرحم، وعندما يولد طفلك ويكبر سيحب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل.

2– تعزيز المناعة:

تساعد الأطعمة الغنية بالتوابل على تقوية جهاز المناعية؛ فمادة "الكابسيسين" الموجودة في الفلفل الحار لديها خصائص مضادة للالتهابات، كما تخفض الكولسترول الضار؛ ما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

أضرار الإفراط في الطعام الحار أثناء الحمل

يمكنك تلبية رغباتك في تناول الطعام الحار، لكن لا تفرطي في تناوله؛ لأنه يؤدي إلى آثار جانبية، مثل:

– حرقة المعدة:

تؤدي التغيرات الهرمونية خلال الحمل إلى إرخاء الصمام الفاصل بين المعدة والمريء، كما تفسح أعضاء أخرى المجال للرحم؛ ما يؤدي إلى الإصابة بالحرقة التي تتفاقم عند الإكثار من الأطعمة الحارة.

– الشعور بعدم الارتياح:

تتباطأ عملية الهضم خلال الحمل؛ ما يسبب الشعور بعدم الراحة عند تناول الطعام الحار الذي يؤدي بدوره – في بعض الأحيان – إلى الإسهال والغازات.

– غثيان الصباح:

عند تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، تعاني الحامل من غثيان في الصباح أسوأ من المتوقع؛ لذا إذا كانت التوابل جزءاً من نظامك الغذائي قبل الحمل، فإن الاستمرار في تناولها لا ينبغي أن يؤدي إلى تفاقم هذه التأثيرات بالقدر ذاته، ومع ذلك يجب الاستماع إلى جسدك. ومن هنا فإن الحكمة ضرورية أثناء تناول الطعام خلال الحمل.

الطعام الحار يحفز المخاض.. ما الحقيقة؟

الأطعمة الغنية بالتوابل إذا تناولتها الحامل بكميات كبيرة تؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي؛ ما يسبب تقلصات البطن التي تشبه انقباضات الرحم، لكنها لا تسبب المخاض، حسب طبيب الأمراض النسائية "أنيش تشاولا".

ورغم وجود أدلة على أن الطعام الحار قد يساعد على الولادة، فإنها أدلة ليست مؤكدة، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى معلومة حاسمة.