تلقى الأطعمة المقلية رواجاً بين الفئات العمرية المختلفة، ويعتبر الدجاج والبطاطس المقلية من أشهى الأصناف التي يُقبل عليها العديد من الأشخاص بسبب قوامها وقرمشتها، لكن المتعة التي تقدمها يصاحبها مخاطر صحية محتملة كأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسرطان.
منذ ظهور المقلاة الهوائية التي يُطلق عليها "الإير فراير"، أصبحت محل اهتمام الفئات التي تحاول تقليل السعرات الحرارية وخفض الوزن وتوفير كميات الزيت المستهلكة في القلي العادي.
تطهي "الإير فراير" الطعام من خلال تدوير الهواء الساخن، وهي تقنية تُسمى "تقنية الهواء السريع"، حيث تعمل الحرارة المنبعثة من التسخين على طهي الطعام، لكن هل القلي الهوائي يغير نكهة وجودة الطعام؟
وفقاً لموقع "Health News"، يحافظ القلي الهوائي على المذاق الأصلي للأطعمة؛ حيث يدور الهواء الساخن ويحبس الرطوبة أثناء الطهي، ما يحافظ على نكهة الطعام دون إخفائها أو تغييرها، وتبقى الوجبات المقلية بملمسها المقرمش من الخارج والطري من الداخل.
يمكن استخدام القليل من الزيت الذي لا يؤثر في السعرات الحرارية للوجبة عند استخدام القلاية الهوائية؛ وبالتالي يمكن للأشخاص المنتظمين على نظام غذائي معين تناول الوجبات المقرمشة بطريقة صحية أكثر.
كشف بحث نُشر في مجلة "Journal of Food Science and Technology" عام 2020، أن الأطعمة المقلية في القلاية الهوائية تحتوي على نسبة دهون أقل مقارنةً بالعينات المقلية باستخدام الزيت الغزير، حيث احتوت عينات شرحات اللحم المقلية على نسبة دهون تبلغ 13%، والتي انخفضت إلى 5% عند قليها بـ"الإير فراير".
كشفت دراسة عن وجود علاقة إيجابية بين تناول الأطعمة المقلية بالزيت الغزير وزيادة الوزن، حيث يؤدي استهلاكها أكثر من 4 مرات أسبوعياً إلى زيادة الوزن والسمنة، فيما توصلت دراسة أخرى إلى إمكانية استعمال القلي الهوائي بدلاً من القلي بالزيت الغزير، لكونه يحتاج إلى قطرات بسيطة من الزيت لعملية القلي ما يجعل السعرات الحرارية التي تدخل للجسم منخفضة، حسب مجلة "Food Engineering & Materials Science".
أغلب الأشخاص يعتبرون القلاية الهوائية بديلاً صحياً لطرق القلي التقليدية؛ لأنها تستخدم الحد الأدنى من الزيت، وبالتالي تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب لكن ماذا عن خطر الإصابة بالسرطان؟.. حيث يُشاع إن لديها القدرة على إنتاج عوامل مسببة للسرطان.. فما حقيقة الأمر؟
عملية القلي بالهواء تولد مستويات أقل من مادتي الأكريلاميد والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات -المسببة للسرطان- مقارنةً بالقلي غزير الزيت، ما يشير إلى انخفاض خطر ارتباط السرطان بالقلي الهوائي، ومع ذلك، هذا ليس الخطر الوحيد، فإذا لم يتم تنظيف الجهاز وتعقيمه بشكل صحيح، فمن الممكن أن تعيش البكتيريا الضارة على السطح، وهي كائنات حية دقيقة مزعجة لديها القدرة على التسبب في الأمراض المنقولة بالغذاء.
إذا كنت لا تملك القلاية الهوائية أو أنك تجدها غير مناسبة للطبخ وفي الوقت ذاته بحاجة إلى طهي طعام قليل الدسم ومنخفض السعرات الحرارية، فيمكن ذلك بالطرق التالية:
باستخدام أقل كمية من الزيت، يمكنك وضع الطعام في الفرن للحفاظ على مذاقه والعناصر الغذائية، فهو بديل صحي ليس بحاجة لمزيد من الدهون.
لا يحتاج الطهي بالتبخير إلى دهون إضافية، حيث يحافظ البخار على لون ومذاق الطعام والعناصر الغذائية التي يحتوي عليها، ويمكن استخدام هذه الطريقة بشكل خاص مع الخضروات والمأكولات البحرية.
يضيف الشواء طعماً مدخناً ويقلل من محتوى الدهون، لكن يجب التركيز على مدة الطهي ودرجة الحرارة، لأنه كلما طالت المدة وكانت الحرارة عالية تتكون مواد مسرطنة.