لسنوات طويلة عالجت أدوية "أوزمبيك" و"ويغوفي" مرضى السكري، حيث أُنتجت في الأساس لعلاج هذا المرض، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت تستخدم بشكل أساسي لفقدان الوزن "التخسيس" ويبدو أنها قد تُستخدم لأغراض أخرى بعدما كشفت دراسات أولية عن تأثيرها على مدمني مخدر الحشيش والكحول.
قبل سنوات بدأ الإقبال على استخدام حقن السكري "أوزمبيك" و"ويغوفي" لفقدان الوزن "التخسيس" في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى إثر ذلك قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2022 بالموافقة على استخدام الدواء لعلاج السمنة.
وأظهرت الدراسة في ذلك الوقت قدوة علاج مرض السكري على إنقاص أكثر من 20% من وزن الأشخاص الذين قاموا بتناوله لفترة محددة، وعقب ذلك انتقل استخدامها إلى المنطقة العربية، حيث تزايد الطلب عليها بشكل كبير.
حقن السكري لفقدان الوزن
وتتكون حقن "أوزمبيك" و"ويغوفي" من مكون نشط وهو مادة "السيماجلوتايد"، والذي يُعرف بمنبه مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، وتعتبر منبهات GLP-1 فعالة في تنظيم مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني وفي تقليل الشهية، تعمل هذه الأدوية على تعزيز أو تقوية عمل هذا الهرمون الطبيعي، حيث تشجع على إفراز الإنسولين استجابةً للوجبات، وتقلل من إفراز الجلوكاجون، وهو هرمون يزيد السكر في الدم، وتبطئ إفراغ المعدة وتقلل الشهية.
يبدو أن استخدامات أدوية "أوزمبيك" و"ويغوفي" لن تتوقف عند هذا الحد، إذ كشف دراسة جديدة أجرتها كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، عن نتائج أولية تظهر قدرتها على علاج إدمان بعض أنواع المخدرات وهو مخدر الحشيش، إضافةً إلى إدمان المشروبات الكحولية، وهو ما قد يفتح الباب أمام التوسع في استخداماته.
وتشير الأبحاث أن أدوية "أوزمبيك" و"ويغوفي" تتكون بشكل أساسي من مادة "السيماجلوتايد" والتي لها تأثير قوي على بعض أنواع الإدمان، ولكن تظل هذه النتائج الواعدة في حاجة إلى تجارب سريرية لتعميم النتائج والبدء في استخدامها بشكل موسع.
حقنة تخسيس شهيرة قد تعالج الإدمان
وتضمنت الدراسة تحليل السجلات الصحية لما يقرب من 84 ألف شخص يعانون من زيادة الوزن، كانوا يتناولون أدوية تحتوي على مادة "السيماجلوتايد"، ولاحظوا انخفاضاً بنسبة 50% في انتكاس إدمان مخدر الحشيش والمشروبات الكحولية، فيما لم تثبت جدواها في إدمان أنواع أكثر خطورة من المواد المخدرة.
وفي هذا الإطار، قال الباحث الرئيسي في الدراسة رونغ شو، أستاذ المعلوماتية الطبية الحيوية في كلية الطب، إن الدراسة جمعت أدلة واقعية تشير إلى أن السيماجلوتايد المكون لحقن علاج مرض السكري "أوزمبيك" و"ويغوفي" لديه إمكانات في كل من الوقاية وعلاج الإدمان، لتأثيرها على مسارات المكافأة في الدماغ.
وأضاف الباحث أنه على الرغم من الحاجة إلى المزيد من البحث لتأكيد النتائج، إلا أن الآثار المحتملة لهذا البحث كبيرة وتعني أن الأدوية التي تُستخدم بشكل أساسي لعلاج السكري وفقدان الوزن قد تساعد أيضاً على تقليل الاعتماد على الكحول، ما يعالج مشكلتين صحيتين كبيرتين في آن واحد.