تشعر معظم الحوامل بإرهاق ملحوظ خاصة في الثلث الأول والثالث من الحمل، لكن في بعض الحالات يتجاوز التعب حدّه الطبيعي ويتحوّل إلى حالة مرضية تُعرف بـ متلازمة التعب المزمن أو ME/CFS، ورغم قلة الدراسات حول هذه الحالة أثناء الحمل فإن الأبحاث المنشورة في مجلة "The Lancet" تشير إلى أن معظم النساء المصابات بها يُكملن الحمل بشكل صحي.
متلازمة التعب المزمن (ME/CFS) هي حالة مزمنة معقدة تصيب أكثر من مليون شخص وتُعد النساء أكثر عرضة لها بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف مقارنة بالرجال، ورغم أن التعب المستمر هو علامتها الأبرز إلا أنها تؤثر أيضًا على الجهاز العصبي والحركة والقدرة على التفكير وحتى جودة النوم.
علامات متلازمة التعب المزمن أثناء الحمل
الفرق الأساسي بين الإرهاق الطبيعي و متلازمة التعب المزمن هو القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، فالمرأة المصابة قد تجد أن مهامًا بسيطة مثل التسوق أو الاستحمام تجعلها عاجزة لساعات لاحقة.
ومن أبرز الأعراض:
1-التدهور بعد الجهد (PEM) وهو تدهور شديد في الأعراض بعد نشاط بدني أو ذهني.
2-عدم تحمل الوقوف وشعور بالدوخة أو اضطراب الرؤية عند الوقوف.
3-ضباب الدماغ وصعوبة التركيز وتشتت الذاكرة.
4-مشكلات النوم مثل الأرق أو النوم غير المريح رغم ساعات نوم كافية.
5-آلام متنوعة تشمل العضلات والمفاصل والصداع.
وتُعد هذه الأعراض متغيرة فقد تأتي وتختفي وتمتد لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، وتشير تقارير في مجلة "JAMA" إلى عدم وجود اختبار محدد لتشخيص الحالة ما يجعلها أكثر تعقيدًا.
مضاعفات متلازمة الإرهاق المزمن أثناء الحمل
المعلومات العلمية المتوفرة قليلة لكن التجارب تشير إلى اختلاف تأثير الحالة بين النساء، فبعض الحوامل تتحسن أعراضهن، أما أخريات يزداد لديهن التعب.
ويظل التمييز بين الإرهاق الطبيعي وإرهاق التعب المزمن صعبًا لأن الحمل بحد ذاته مرهق، لكن التعب الشديد الذي يمنعك من أداء مهامك اليومية ويستمر لأكثر من ستة أشهر هو علامة أساسية على متلازمة التعب المزمن ME/CFS.
وتُظهر دراسات في مجلة "BJOG" أن النساء المصابات بالمتلازمة لا ترتفع لديهن مخاطر مثل تسمم الحمل أو الولادة المبكرة أو إنجاب طفل منخفض الوزن، لكن بعض الأبحاث تشير لاحتمال زيادة بسيطة في فقدان الحمل مع الحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
وتُسجل الحوامل المصابات بهذه المتلازمة معدلات أعلى من:
- الغثيان الصباحي طويل الأمد
- فرط القيء الحملي Hyperemesis gravidarum
- الإرهاق الشديد أثناء الولادة
- فترة تعافٍ أطول بعد الولادة
•-قابلية أعلى لاكتئاب ما بعد الولادة
إذا كنتِ مصابة بالمتلازمة قبل الحمل فمن الضروري أن تتواصلين مع طبيبك المختص لمتابعة الحمل وضمان أفضل رعاية ممكنة، حيث يعتمد العلاج على:
1-إدارة النشاط (Pacing)؛ تخطيط الجهد وتوزيع الأنشطة اليومية لتجنب "الانهيار".
2-مراجعة الأدوية؛ فبعض العلاجات غير مناسبة للحمل مثل دواء "Midodrine" لذلك يجب التأكد من سلامة جميع الأدوية.
3-دعم المحيط: وجود عائلة وأصدقاء ومتابعة طبية جيدة قد يُحدث فرقًا كبيرًا في التكيف مع أعراض متلازمة التعب المزمن.