في ظل الحياة الحديثة المليئة بالتحديات والمنافسة المهنية أصبح الضغط النفسي الناتج عن العمل من أكثر المشكلات شيوعًا بين الرجال، ورغم أن تأثيره على الصحة الجسدية والعقلية معروف إلا أن تأثيره على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية ما زال يثير اهتمام الباحثين.
ووفقًا لـ"BMC public health" قام باحثون بإجراء مراجعة منهجية شاملة حتى نوفمبر 2023، شملت 16 دراسة علمية تبحث العلاقة بين ضغوط العمل ومؤشرات الخصوبة.
النتائج أوضحت أن
-في 5 من أصل 8 دراسات ظهر ارتباط واضح بين ضغوط العمل وانخفاض الخصوبة.
-في 3 دراسات تناولت نية الإنجاب، وُجد أن الضغط المهني يقلل الرغبة أو التخطيط للإنجاب.
- بينت 6 من أصل 8 دراسات أن الضغط النفسي قد يؤثر على نتائج علاجات العقم ويقلل من فعاليتها.
هذه النتائج تُظهر أن تأثير التوتر في بيئة العمل لا يقتصر على التعب أو الأرق بل يمتد إلى القدرة على الإنجاب نفسها.
ضغوط العمل تسبب التوتر للرجل
عندما يتعرض الرجل لضغط مزمن في العمل يزداد إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والتي بدورها تُضعف إنتاج هرمون التستوستيرون المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية، ومع مرور الوقت يؤدي هذا إلى انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وحركتها وجودتها.
التوتر المستمر يدفع بعض الرجال إلى عادات غير صحية مثل التدخين وقلة النوم والإفراط في الكافيين أو الكحول وسوء التغذية، وهي جميعها عوامل تزيد من تدهور جودة الحيوانات المنوية وتضعف الخصوبة.
العمل المرهق والضغط النفسي يسببان تراجع الرغبة الجنسية ويؤثران على العلاقة الزوجية مما يقلل فرص حدوث الحمل حتى عند غياب أي مشكلات عضوية.
طرق علاج العقم عند الرجال
تشير دراسات منشورة في "Embase وPubMed" إلى أن الرجال الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة ويعانون في الوقت ذاته من توتر مهني مرتفع قد يواجهون نسبة نجاح أقل في العلاجات مثل التلقيح الصناعي أو الإخصاب المجهري، ويُرجع العلماء ذلك إلى أن الضغط النفسي يؤثر على توازن الهرمونات ويقلل من استجابة الجسم للعلاج.
يؤكد الباحثون أن السيطرة على التوتر في بيئة العمل ليست رفاهية بل ضرورة للصحة الإنجابية.
ومن بين التوصيات:
1-تنظيم ساعات العمل وتخصيص وقت للراحة والاسترخاء.
2-ممارسة الرياضة بانتظام خاصة المشي أو اليوجا لتقليل التوتر.
3-التغذية الجيدة والنوم الكافي لدعم إنتاج الهرمونات والحيوانات المنوية.
4-استشارة الطبيب في حال استمرار الإجهاد أو ظهور أعراض مثل ضعف الرغبة أو تأخر الحمل.