لم تعد العلاجات التجميلية الحديثة تقتصر على تعبئة التجاعيد أو إخفاء العيوب السطحية بل أصبح الهدف اليوم هو تحفيز الجلد على التجدد الطبيعي، في هذا الإطار اكتسبت تقنية "الميكرونيدلينج Microneedling" التي يُقال عنها كذلك الوخز بالإبر الدقيقة للجلد شهرة واسعة في السنوات الأخيرة خاصة بعد استخدامها مع الفيتامينات أو البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) المعروفة شعبيًا باسم "حقن الفامباير".
تشير دراسة منشورة في مجلة" Journal of Cosmetic Dermatology" إلى أن هذه التقنية المزدوجة تُعد أكثر فاعلية في تحسين ملمس البشرة وعلاج الندبات الناتجة عن حب الشباب مقارنة بالميكرونيدلينج وحدها.
تقوم تقنية الميكرونيدلينج على استخدام جهاز دقيق يحتوي على إبر صغيرة تُحدث ثقوبًا مجهرية في سطح الجلد؛ مما يحفّز عملية الالتئام الطبيعية ويزيد من إنتاج الكولاجين والإيلاستين وهما العنصران الأساسيان في مرونة البشرة.
وعند دمجها مع البلازما الغنية بالصفائح الدموية وهي مكوّن طبيعي يُستخلص من دم المريض نفسه ويحتوي على عوامل نمو وفيتامينات فإن التأثير يصبح مضاعفًا، إذ تعمل البلازما على تسريع تجدد الخلايا وتحسين نسيج الجلد بشكل ملحوظ.
علاح ندبات حب الشباب
أُجريت الدراسة في قسم الأمراض الجلدية بمستشفى "Lady Reading" في مدينة بيشاور في باكستان، وامتدت لمدة عام كامل، شملت التجربة مئة مريض يعانون من ندبات وجه ناتجة عن حب الشباب تم تقسيمهم إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى (A): خضعت للعلاج باستخدام الميكرونيدلينج مع حقن البلازما (PRP).
المجموعة الثانية (B): تلقت علاج الميكرونيدلينج فقط دون إضافات.
بلغ متوسط عمر المشاركين 28 إلى 29 عامًا وكانت النساء الأغلبية في كلتا المجموعتين، وبعد انتهاء فترة العلاج تبيّن أن العلاج المزدوج حقق نسبة نجاح بلغت 82%، بينما سجّل العلاج Fالميكرونيدلينج وحده فاعلية 62% فقط وهو فرق إحصائي معتبر.
الفيلر التقليدي
على الرغم من أن حقن الفيلر تُعد من أكثر الإجراءات شيوعًا في التجميل فإنها تعمل بشكل سطحي ومؤقت عبر ملء الفراغات أو التجاعيد دون معالجة السبب الجذري للمشكلة، في المقابل تساعد الميكرونيدلينج مع البلازما على تحفيز الجلد لإصلاح نفسه من الداخل ما يجعل النتائج أكثر طبيعية واستدامة.
ويشير الأطباء إلى أن هذه التقنية قد تكون خيارًا مثاليًا للحالات التي لا تحتاج إلى امتلاء إضافي في الوجه وإنما تسعى لتحسين الملمس العام وتوحيد اللون وعلاج آثار الندبات.
تُعتبر التقنية آمنة نسبيًا نظرًا لاعتمادها على مكونات طبيعية من جسم المريض نفسه مع آثار جانبية محدودة مثل الاحمرار أو التورم الخفيف الذي يزول خلال أيام، وتظهر النتائج الأولية عادة بعد 3 جلسات متباعدة بفاصل 4 أسابيع تقريبًا مع تحسّن تدريجي في ملمس البشرة وتوهجها.
وتتوقع "Aesthetic Surgery Journal" في الأبحاث المستقبلية أن يزداد الاعتماد على العلاجات "التحفيزية" مثل الميكرونيدلينج مع الفيتامينات أو البلازما لما تقدمه من توازن بين الأمان والكفاءة والمظهر الطبيعي دون اللجوء إلى الحشوات الدائمة.