الصرع عبارة عن حالة مرضية دماغية تسبب نوبات عصبية متكررة، ويحدث نتيجة اضطراب الإشارات الكهربائية في خلايا المخ، كما يؤدي إلى إصابات جسدية، وكشفت دراسة جديدة نشرت في آخر مارس 2025، أن تلوث الهواء يساهم في تطور المرض.
ووجد باحثون في معهد أبحاث مركز لندن للعلوم الصحية (LHSCRI)، وكلية شوليش للطب وطب الأسنان في مدينة ويسترن البريطانية، أن هناك ارتباطاً بين التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء وحالات جديدة من الصرع لدى البالغين.
وتوصلت الدراسة المنشورة في مجلة Epilepsia ، إلى أن التعرض العالي للجسيمات الدقيقة ، وهي أحد مكونات تلوث الهواء، يزيد من احتمالية الإصابة بالصرع بنسبة 5.5%، في حين أن الأوزون، وهو مكون آخر من مكونات تلوث الهواء، يزيد من احتمالية الإصابة بالصرع بنسبة 9.6%.
التعرض العالي للجسيمات الدقيقة يزيد من احتمالية الإصابة بالصرع
وقال الدكتور خورخي بورنيو، أستاذ في كلية شوليش للطب وطب الأسنان، وعالم في معهد لندن لعلوم الصحة وأخصائي أعصاب في مركز لندن لعلوم الصحة، إن البحث يساعد في ضمان وجود موارد ورعاية صحية كافية لمرضى الصرع في المناطق التي تعاني من تلوث الهواء بشكل كبير، كما أن للبيئة دور هاما في الصحة العامة، ويهدف البحث إلى تحسين صحة الكوكب والإنسان على حد سواء.
قالت تريزا أنطايا، باحثة في قسم علوم الأعصاب السريرية، إن هذا البحث مهماً لأنه يقلل في نهاية المطاف من عدد حالات الصرع الجديدة، موضحةً أن نوبات الصرع تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، ما يحد من قدرة الشخص على العمل في قطاعات معينة.
نوبات الصرع تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة
ووفقاً لما نقله موقع Medical Express عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن 99% من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز معايير جودة الهواء التي حددتها المنظمة، وربطت الدراسات العلمية تلوث الهواء بمجموعة واسعة من المشكلات الصحية، وهناك الآن أدلة إضافية على ارتباطه بظهور نوبات الصرع.
يُعد الصرع أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً في العالم، إذ يصيب حوالي 6 من كل 1000 شخص في العالم، ويزداد احتمال الوفاة المبكرة لدى المصابين بالصرع بـ3 مرات، مقارنةً بالأشخاص الطبيعين.