كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS Biology أن النوم ليس مجرد عدد الساعات التي يقضيها الإنسان في السرير بل إن نمط النوم العام له تأثير مباشر على المزاج ووظائف الدماغ والصحة طويلة المدى.
أجرى فريق من جامعة كونكورديا في مونتريال دراسة تحليلية واسعة لتحديد أنماط النوم المختلفة لدى البالغين واكتشف الباحثون وجود 5 أنماط مميزة تساعد في تفسير سبب شعور بعض الأشخاص بالنشاط والحيوية بعد النوم بينما يعاني آخرون من التعب وضعف التركيز أو التقلبات المزاجية.
وقالت فاليريا كيبِتس، الباحثة المشاركة ومديرة معهد الذكاء الاصطناعي التطبيقي بالجامعة، في تصريح لشبكة NBC News: "يجب أن يتعامل الناس مع نومهم بجدية فهو يؤثر على كل جانب من جوانب أدائهم اليومي".
أنماط النوم وتأثيره على الدماغ
يمثل هذا النمط الأشخاص الذين يعانون من أسوأ جودة للنوم ويشعرون بمستويات عالية من التوتر والخوف والغضب، كما أظهرت الدراسة أن هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب نتيجة التداخل بين اضطرابات النوم والحالة المزاجية.
يتميّز أصحاب هذا النمط بوجود مشكلات في الانتباه أو الصحة النفسية لكنهم يعتقدون أن نومهم جيد، ويُطلق الباحثون على هذه الحالة "سوء إدراك النوم" أي أن الشخص لا يلاحظ اضطراب نومه رغم وجود مؤشرات واضحة عليه.
يستخدم أفراد هذه المجموعة المكمّلات أو الأدوية المساعدة على النوم لكنهم في الوقت ذاته يتمتعون بدعم اجتماعي قوي ويشعرون بقبول أكبر من الآخرين، ومع ذلك أظهرت النتائج انخفاض مستوى الوعي العاطفي لديهم وضعفًا في الذاكرة قصيرة المدى.
الأشخاص الذين ينامون أقل من ست إلى سبع ساعات يوميًا سجّلوا نتائج أدنى في اختبارات حل المشكلات ومعالجة المشاعر كما ارتفعت لديهم معدلات العدوانية والعصبية.
كما يُشير الباحثون إلى أن نقص النوم المزمن قد يضعف مهارات التفكير ويزيد من الاندفاعية.
تضم هذه الفئة من يعانون من الاستيقاظ المتكرر أو الألم الليلي أو اختلال حرارة الجسم أثناء النوم وغالبًا ما ترتبط حالتهم بارتفاع معدلات القلق واضطرابات تعاطي المواد وضعف الأداء الإدراكي.
تأثير النوم على الدماغ
اعتمدت الدراسة على بيانات مأخوذة من 770 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عامًا وتم تحليلها باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي واستبيانات حول أنماط النوم والحالة المزاجية ونمط الحياة.
وأشار الخبراء إلى أن هذه النتائج قد تمهّد الطريق أمام تطوير طرق علاج مخصّصة لكل نمط نوم على حدى بدلًا من تطبيق الإرشادات العامة للجميع.