هل لاحظت من قبل أنه بعد أن تصبح أباً تكتسب المزيد من الوزن دون أن تدري؟ إنها ظاهرة غريبة أشارت دراسة حديثة لجامعة نورث وسترن إلى أنها تُعرف باسم "جسد الأب"، حيث استمرت الدراسة 20 عامًا وتابعت أكثر من 10 آلاف رجل لتبحث في تأثير الأبوة على الوزن وصحة الجسم وخلصت إلى أن الأبوة ترتبط بزيادة ملحوظة في مؤشر كتلة الجسم (BMI).
أجرى الباحثون في كلية فاينبرغ للطب التابعة للجامعة، الدراسة على 10,253 رجلًا تتراوح أعمارهم بين سن المراهقة ومنتصف الثلاثينيات، تم تتبعوا وزنهم وتغير مؤشر كتلة الجسم لديهم على مدى عقدين كاملين مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر والعرق ومستوى النشاط البدني.
ووفقًا للنتائج ارتفع مؤشر كتلة الجسم لدى الآباء المقيمين مع أطفالهم بنسبة 2.6% خلال 20 عامًا بينما ارتفع بنسبة 2% فقط لدى الآباء غير المقيمين في المنزل، أما الرجال الذين لم ينجبوا أطفالًا فقد انخفض مؤشر كتلة أجسامهم أي أنهم فقدوا بعض الوزن مع مرور الوقت.
لماذا يزيد وزن الآباء؟
بناءً على الدراسة فإن الرجل الذي يبلغ طوله 180 سم ويعيش مع أطفاله زاد وزنه بمعدل 2 كيلو جرام، في حين أن الأب غير المقيم مع أطفاله زاد وزنه بمعدل 1.5 كيلو جرام تقريبًا، أما الرجل الذي لم يصبح أبًا فقد نحو 0.6 كيلو جرام من وزنه خلال نفس الفترة.
ورغم أن هذه الزيادات تبدو طفيفة فإن الباحثين يؤكدون أن الأرقام قد تكون "متحفظة" نظرًا لصعوبة قياس جميع المتغيرات المؤثرة على الوزن بدقة تامة.
يُرجع الباحثون هذا التغير إلى نمط الحياة الذي يصاحب الأبوة أكثر من أي عوامل بيولوجية، حيث يقول الدكتور كريغ غارفيلد، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن الأبوة يمكن أن تؤثر على صحة الرجل الشاب حتى بعد الزواج، مضيفًا: "عندما يُرزق الرجل بأطفال تتغير أولوياته فيقل اهتمامه بممارسة الرياضة أو العناية بنفسه كما كان يفعل من قبل؛ لأن الأسرة تصبح في المقام الأول".
الأبوة والصحة الجسدية
من جهة أخرى، أشارت دراسة نُشرت في Journal of the American Medical Association إلى أن واحدًا من كل عشرة آباء يعاني من اكتئاب ما بعد الولادة وهي نسبة تؤكد أن التغيرات الجسدية والنفسية في مرحلة الأبوة لا تقتصر على الأمهات فقط.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تذكير بأهمية تقديم الدعم النفسي والصحي للآباء الجدد وتشجيعهم على الحفاظ على نمط حياة صحي متوازن رغم ضغوط المسؤوليات الجديدة.