يُعد العطس استجابةً طبيعية من الجهاز التنفسي لطرد المهيّجات مثل الغبار أو الفيروسات من الأنف إلا أن هذه العملية البسيطة قد تتحول إلى وسيلة فعّالة لنقل العدوى إذا لم تتم بطريقة صحيحة.
فوفقاً للخبراء يمكن للعطسة الواحدة أن تُطلق آلاف القطرات الدقيقة التي تحتوي على فيروسات أو بكتيريا وتنتشر في الهواء لمسافة قد تصل إلى 8 أمتار خلال ثوانٍ معدودة.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports أن جزيئات العطس ليست متجانسة بل تتكوّن من مزيج من قطرات كبيرة وصغيرة، القطرات الأكبر تسقط بسرعة على الأسطح أما القطرات المجهرية فتبقى معلقة في الهواء لفترة طويلة، ما يزيد من خطر استنشاقها وانتقال العدوى عبر الهواء.
كيف تنتشر العدوى أثناء العطس؟
وأشارت الدراسة، التي أُجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إلى أن تيار الهواء الناتج عن العطس يشبه "سحباً دقيقة" تحمل الفيروسات لمسافات أبعد مما كان يُعتقد سابقاً، ما يفسر سرعة انتشار الأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا وفيروس كورونا.
يوصي الأطباء باستخدام منديل ورقي أو مرفق الذراع الداخلي (وليس اليد) لتغطية الفم والأنف عند العطس مع التخلص من المنديل فوراً وغسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
وتحذر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) من استخدام اليدين لتغطية الفم أثناء العطس لأن الفيروسات يمكن أن تنتقل بسهولة إلى الأسطح أو الأشخاص عند المصافحة أو لمس الأشياء.
أظهرت أبحاث منشورة في مجلة Physics of Fluids أن ارتداء الكمامة يقلل بشكل كبير من مدى انتشار القطرات الناتجة عن العطس أو السعال، فبينما قد تصل الرذاذات إلى مسافة تزيد على مترين في غياب الكمامة فإنها تنخفض إلى بضعة سنتيمترات فقط عند ارتدائها بشكل صحيح.
وهذا يجعل الكمامة وسيلة فعالة للحد من انتقال العدوى خصوصاً في الأماكن المغلقة أو المزدحمة مثل وسائل النقل والمكاتب والمدارس.
الكمامة تقلل انتشار الرذاذ
إلى جانب الطريقة الصحيحة للعطس يُعد تنظيف الأسطح المتكررة مثل الهواتف والمكاتب والمقابض خطوة ضرورية للحد من انتقال العدوى.
كما ينصح الخبراء بفتح النوافذ لتجديد الهواء إذ تُسهم التهوية الجيدة في تقليل تركيز الفيروسات العالقة في الجو، وقد أكدت دراسات متعددة أن تهوية المكان لعدة دقائق كل ساعة تقلل من خطر انتقال الفيروسات المحمولة جواً بنسبة تصل إلى 60%.
يؤكد الأطباء أن الطريقة الصحيحة للعطس تمثل سلوكاً وقائياً بسيطاً لكنه فعال في منع انتشار الأمراض المعدية، فالعطس في المنديل أو المرفق وغسل اليدين وارتداء الكمامة كلها خطوات صغيرة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حماية الصحة العامة خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء حين تزداد الإصابات بالأمراض التنفسية.