كثيراً ما يُلاحظ الآباء أن عيون أطفالهم حديثي الولادة تبدو بلون أزرق أو رمادي باهت، ما يثير تساؤلهم: هل سيبقى هذا اللون أم يتغير مع مرور الوقت؟ في الواقع يظل لون عيني الرضيع واحدًا من الألغاز الممتعة التي تتكشف ببطء إذ قد يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات حتى يستقر اللون النهائي للعينين.
لون العين يتحدد بكمية مادة الميلانين في القزحية وهي الصبغة التي تمنح اللون للعينين والجلد والشعر، هذه الكمية مرتبطة بالجينات التي يرثها الطفل من والديه فكلما زادت نسبة الميلانين أصبح اللون أغمق والقليل من الميلانين يمنح العين لوناً أزرق وزيادته قد تؤدي إلى ظهور ألوان مثل الأخضر أو العسلي بينما التركيز العالي منه ينتج عيوناً بنية أو سوداء.
دور الميلانين والوراثة
عادةً ما تبدأ التغيرات الأكثر وضوحًا في لون العين بين الشهر الثالث والسادس حين تبدأ القزحية في إنتاج المزيد من الميلانين، ومع ذلك قد يستمر التطور حتى يبلغ الطفل عامه الأول، وفي بعض الحالات قد تطرأ تغيرات طفيفة حتى عمر 3 سنوات.
وتشير تجارب الأمهات في What to Expect Community إلى أن هذه التغيرات قد تكون تدريجية مثل تحول العيون الزرقاء إلى عسلي ثم إلى بني مع مرور الوقت.
يُولد الأطفال ذوو البشرة الداكنة عادةً بعيون بنية قد يزداد عمق لونها خلال السنة الأولى، أما الأطفال ذوو البشرة الفاتحة فيُحتمل أن يولدوا بعيون زرقاء أو رمادية قد تتغير مع الوقت إلى ألوان أخرى مثل الأخضر أو العسلي أو البني.
ومن الملاحظ أن العيون البنية إذا ظهرت في مرحلة الطفولة المبكرة فمن النادر أن يتغير لونها لاحقاً إذ تميل العيون الداكنة إلى الثبات.
العوامل الوراثية تلعب دوراً رئيسياً لكن النتائج لا يمكن التنبؤ بها بدقة، الدراسات العلمية تشير إلى أن أكثر من جين واحد يتحكم في لون العين ما يجعل الاحتمالات متنوعة.
إذا كان كلا الوالدين بعيون زرقاء فمن المرجح أن يحتفظ الطفل باللون الأزرق.
إذا كان أحد الوالدين بعيون زرقاء والآخر بعيون بنية فإن احتمال اللون الأزرق للطفل قد يصل إلى 50%.
أما إذا كان كلا الوالدين بعيون بنية ولكن أحد الأجداد بعيون زرقاء فقد يظهر اللون الأزرق لدى الطفل بنسبة ضئيلة.
احتمالات وراثية
في بعض الحالات الاستثنائية قد يُولد الطفل بعينين بلونين مختلفين مثل عين بنية وأخرى زرقاء، هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بمتلازمة وراثية نادرة تُعرف باسم Waardenburg syndrome والتي قد ترتبط أيضاً بفقدان السمع.
بالنسبة للوالدين يمثل ترقب اللون النهائي لعيون طفلهم رحلة مثيرة إذ يرون كيف يتغير اللون تدريجياً عبر الأشهر الأولى ليمنح كل طفل في النهاية لوناً مميزاً وفريداً.