أظهرت دراسة حديثة أن مساعدة الآخرين سواء من خلال التطوع الرسمي أو المساعدات غير الرسمية ترتبط بمستويات أعلى من الوظائف الإدراكية وتباطؤ التدهور العقلي، وفقاً لما نُشر في مجلة Social Science & Medicine.
قاد الدراسة الباحث الدكتور ساي هوانغ هان، من جامعة تكساس في أوستن، بالتعاون مع فريقه وركزوا على رصد العلاقة بين سلوكيات المساعدة والوظائف الإدراكية في أواخر العمر، استخدم الباحثون بيانات الدراسة الأمريكية للصحة والتقاعد (U.S. Health and Retirement Study) على مدار عقدين من 1998 إلى 2020 بمشاركة 31,303 أشخاص.
ركزت الدراسة على تغيرات الأدوار الفردية في المساعدة ومستوى الالتزام بالوقت وكيف تؤثر هذه التغيرات على مسار الوظائف الإدراكية على المدى الطويل.
البحث والمنهجية
أظهرت النتائج أن الانتقال إلى التطوع أو تقديم المساعدة بشكل غير رسمي يرتبط بمستوى أعلى من الوظائف الإدراكية وبمعدل تباطؤ أبطأ في التدهور العقلي، كما أن المشاركة المستمرة في أنشطة المساعدة توفر فوائد معرفية تراكمية تزداد بمرور الوقت.
وقد لوحظ أن المستويات المعتدلة من المساعدة أي من ساعتين إلى أربع ساعات أسبوعيًا ترتبط بشكل مستمر بفوائد معرفية قوية سواء في التطوع الرسمي أو المساعدات غير الرسمية.
وأشار "هان" إلى أن العديد من كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية قد تستمر لديهم القدرة على تقديم مساهمات قيمة لمن حولهم، مضيفًا أن هؤلاء الأشخاص هم أيضًا الأكثر استفادة من توفر فرص للمساعدة والمشاركة الاجتماعية.
التأثير على كبار السن
يرتبط الانخراط في أنشطة المساعدة بتنشيط مناطق متعددة في الدماغ المرتبطة بالوظائف المعرفية بما في ذلك التفكير النقدي وحل المشكلات والقدرة على اتخاذ القرارات، كما أن المساعدة المستمرة تعزز شبكات الدعم الاجتماعي وهو عامل مهم للحفاظ على صحة الدماغ في أواخر العمر.
توضح الدراسة أن الالتزام بساعات معتدلة من التطوع أو تقديم المساعدة بانتظام يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز الوظائف الإدراكية، حتى الأنشطة البسيطة مثل مساعدة الجيران أو تقديم الدعم للأصدقاء والعائلة يمكن أن تساهم في تحسين الأداء العقلي على المدى الطويل.