ارتبطت الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة بالعديد من الانتقادات بدءًا من تشتيت الانتباه عن شريك الحياة مروراً بالتأثير السلبي على الخصوبة وصولاً إلى تراجع قدرات الذاكرة، ومع ذلك فإن وجودها في حياتنا اليومية لم يكن ليستمر لولا الفوائد التي تقدمها، حيث كشفت دراسة جديدة من University of California, Irvine عن جانب غير متوقع: استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يجعلنا أكثر سعادة إذا استُخدم بطريقة معينة ومن أبرزها التقاط صور السيلفي بانتظام.
قاد فريق البحث العالِم يو تشين، من قسم المعلوماتية في جامعة كاليفورنيا، شارك في الدراسة 41 طالباً على مدار أربعة أسابيع حيث طُلب من كل منهم التقاط صورة يومياً وفقاً لفئة محددة:
تفاصيل الدراسة
صورة لشيء يبعث على السعادة.
صورة يعتقد المشارك أنها ستسعد شخصًا آخر، ثم يرسلها إليه.
صورة سيلفي للمشارك وهو يبتسم.
إلى جانب ذلك سجّل المشاركون حالتهم المزاجية على مدار اليوم لمتابعة التغيرات.
أظهرت النتائج أن جميع المشاركين شعروا بزيادة في مستويات السعادة لكن بطرق مختلفة:
الذين التقطوا صوراً لأشياء مبهجة أصبحوا أكثر تقديراً وتأملاً في التفاصيل الصغيرة.
الذين أرسلوا صوراً للآخرين شعروا بمزيد من الهدوء وانخفاض مستويات التوتر.
الذين التقطوا صور سيلفي مبتسمة شعروا بزيادة الثقة بالنفس والراحة مع مظهرهم.
يوضح الباحث يو تشين، أن هذه النتائج انعكست على ثلاثة جوانب أساسية من الرفاهية النفسية:
الكفاءة الذاتية: أي قدرة الشخص على إسعاد نفسه من خلال أفعال بسيطة.
اجتماعي إيجابي: تعزيز السعادة لدى الآخرين عبر مشاركة صور إيجابية معهم.
الإدراك الذاتي: رؤية النفس في حالة إيجابية من خلال صور السيلفي المبتسمة.
تؤكد هذه الدراسة أن تأثير الهواتف الذكية لا يتحدد بالجهاز نفسه وإنما بطريقة استخدامه، فإذا استُخدم في مشاركة لحظات إيجابية أو تعزيز نظرتنا لأنفسنا فقد يتحول من مصدر توتر إلى أداة تدعم الصحة النفسية.
دور الهواتف الذكية في السعادة
على الرغم من النتائج الإيجابية لم يتطرق الباحثون إلى تأثير نشر صور السيلفي يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظل سؤال التفاعل وعدد الإعجابات قضية منفصلة قد تؤثر على تجربة السعادة بشكل مختلف.
تشير أبحاث أخرى إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً على هواتفهم أو أجهزة الكمبيوتر غالباً ما يشعرون أن الوقت يمر بسرعة أكبر مما هو عليه في الواقع.