أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن معظم المرضى الذين يستخدمون أدوية التخسيس يستعيدون الوزن المفقود بعد التوقف عن العلاج، ما يطرح تساؤلات حول فعالية هذه الأدوية على المدى الطويل.
الدراسة، التي نُشرت في BMC Medicine، أوضحت أن فقدان الوزن يستمر لفترة قصيرة بعد وقف الدواء لكنه سرعان ما يتحول إلى زيادة تدريجية في الوزن خلال الأسابيع التالية.
قاد فريق بحثي من مستشفى الشعب بجامعة بكين برئاسة هان وو، مراجعة منهجية شملت تجارب سريرية عشوائية تناولت تأثير أدوية التخسيس (Antiobesity Medications – AOMs) على الوزن.
تفاصيل الدراسة
شملت المراجعة التجارب التي تابعت المشاركين لفترة لا تقل عن أربعة أسابيع أثناء العلاج واستمرت المتابعة لفترة مماثلة أو أطول بعد التوقف عن الدواء، وتمت مقارنة التغير في الوزن بين المجموعات التي تلقت العلاج وتلك التي تلقت علاجًا وهميًا أو تدخلات بديلة.
بعد أربعة أسابيع من وقف العلاج لوحظ أن الوزن ما زال أقل قليلاً لدى مستخدمي الأدوية مقارنة بالمجموعة الضابطة لكن الفارق لم يكن ذا دلالة إحصائية.
عند الأسبوع الثامن ظهرت زيادة واضحة في الوزن لدى من توقفوا عن العلاج بمتوسط 1.5 كجم أكثر من المجموعة الضابطة وهو اتجاه استمر حتى الأسبوعين 12 و20.
الزيادة الأكثر وضوحاً سُجلت في الدراسات التي اعتمدت على الأدوية المرتبطة بمستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1 receptor agonists) مثل بعض الأدوية الحديثة المعروفة بكفاءتها في إنقاص الوزن.
النتائج الرئيسية
أشارت المراجعة إلى أن زيادة الوزن بعد وقف العلاج كانت أكثر بروزاً في الحالات التي حققت فقداناً كبيراً أثناء فترة استخدام الدواء مقارنة بالمجموعة الضابطة، كما أن بعض الدراسات أظهرت أن استمرار التدخلات المتعلقة بنمط الحياة (مثل الحمية الغذائية أو النشاط البدني) لم يمنع بشكل كامل من عودة الوزن بعد التوقف عن العلاج الدوائي.
كتب الباحثون أن منحنى استعادة الوزن يشير إلى أن الوزن يستمر في الانخفاض خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد التوقف عن العلاج لكنه يبدأ في الارتفاع التدريجي ابتداءً من الأسبوع الثامن.
هذا النمط يوضح أن فعالية أدوية التخسيس تعتمد بشكل أساسي على الاستمرار في استخدامها بينما يظل تأثيرها قصير المدى محدوداً بمجرد وقفها.
تشير هذه النتائج إلى أن التعامل مع السمنة يحتاج إلى استراتيجيات طويلة الأمد حيث إن الاعتماد على الأدوية وحدها لا يكفي لتحقيق نتائج دائمة، كما أنها تبرز أهمية تطوير خطط علاجية شاملة تجمع بين الدواء والتغييرات المستدامة في نمط الحياة.
ويؤكد الباحثون أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات التي تركز على أفضل الطرق للحفاظ على الوزن المفقود بعد التوقف عن العلاج خصوصاً مع الأدوية الحديثة واسعة الانتشار مثل فئة GLP-1.