كسر الأشياء أو إلقائها بعيداً وحتى ثقب البعض منها جميعها وسائل للتعبير عن الشعور بالإحباط وطريقة للتنفيس عن الغضب، لدرجة أن بعض الشركات استغلت مثل هذه السلوكيات لتحقيق الدخل عن طريق توفير تقنيات للتنفيس عن الغضب، لكن لماذا يرغب البعض في تدمير الأشياء أو ضربها خلال الانزعاج؟
يعتقد بعض الأشخاص أن ارتكاب أفعال عدوانية عند الشعور بالغضب يمكن أن يخفف التوتر؛ ولهذا يبدأون بالصراخ أو إغلاق الأبواب أو رمي الأشياء مع اعتبارها وسيلة للتنفيس.
وأثناء شعورك بالغضب ينبض قلبك بشدة أو تطن أذنيك أو تتعرق أو تشعر بالحرارة ويحمر وجهك، ووقتها لا يمكنك التفكير بوضوح، لذا فأفضل حل بالنسبة لك من وجه نظرك ضرب الحائط بقبضتك بدلاً من ضرب شخص، رغم أنه ليس حلاً حاسماً ففي بعض الأحيان يساعدك ومرات أخرى لا يساعدك.
تحطيم الأشياء عند الغضب
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يلكمون شيئاً ما عندما يكونوا منزعجين يصبحون أكثر غضباً وعدوانية من الذين لم يلكموا شيئاً، حسب موقع "Evolve Treatment Centers".
وعليك معرفة أن شعورك بالغضب المستمر قد يكون متعلقاً بمشكلة بالصحة العقلية مثل المعاناة من "اضطراب التحدي المعارض" فهو سلوك مزاجي يتسم بالحدة والجدلية والتحدي ونزعة الانتقام، وربما يعد دليلاً على اضطراب المزاج أو اضطراب السلوك، وجميعهم يتميزون بالغضب الشديد والتهيج.
وقد يشير الغضب المستمر إلى الاكتئاب والقلق، فالمرضى يعانون من الغضب المفرط الذي قد يدمر العلاقات العائلية، والأصدقاء، والوظائف، حيث يؤثر على كل مجالات حياة الفرد، فعلى سبيل المثال يشعر المراهقون الذين يعانون من الغضب من تدني احترام الذات والعار أو الندم.
علاج معرفي سلوكي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي وسيلة فعالة لمساعدة الناس على تعلم السيطرة على الغضب وإدارته، فالغضب ليس له علاجاً دوائياً.
يرتبط الغضب ببعض العوامل مثل الصدمة التي لم يتم حلها أو حدوث اضطراب بكيمياء الدماغ؛ لذا مهما كان السبب وراء الغضب، فالعلاج السلوكي يمكن أن يوفر البصيرة والمهارات اللازمة لتطوير نهج مختلف للتعامل مع العواطف المكبوتة والتراكمات التي لم تتعامل معها أول بأول.