كشفت دراسة طبية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مالية شديدة معرضون لخطر الإصابة بنوبة قلبية بمعدل يزيد 13 مرة مقارنةً بمن لا يعانون من هذه الضغوط، وجاءت هذه النتائج ضمن أبحاث قُدمت خلال المؤتمر السنوي الثامن عشر لـ South African Heart Association، الذي عُقد في جوهانسبرغ بمشاركة باحثين من European Society of Cardiology.
الدراسة شملت 212 شخصاً نُقل نصفهم إلى مستشفى حكومي كبير في جوهانسبرغ بعد إصابتهم باحتشاء عضلة القلب (myocardial infarction)، بينما ضمّت المجموعة الأخرى أفراداً في نفس الفئة العمرية والجنسية والجنس ولكن دون تاريخ مرضي في القلب.
خطر الإصابة بنوبة قلبية
استخدم الباحثون مقياس Likert scale لتقييم درجات التوتر والاكتئاب والقلق بالإضافة إلى الضغط المرتبط بالعمل والوضع المالي خلال الشهر السابق للدراسة، تم تصنيف الضغط المالي إلى أربع درجات:
ضغط مالي خفيف: القدرة على تغطية النفقات ولكن مع الحاجة لدعم إضافي
ضغط مالي متوسط: دخل منتظم لكن معاناة مالية مستمرة
ضغط مالي شديد: انعدام دخل وصعوبة في تلبية الاحتياجات الأساسية
بحسب نتائج الدراسة، ارتفعت احتمالات الإصابة بنوبة قلبية بمقدار 5.6 مرات لدى الأفراد الذين يعانون من ضغط عمل متوسط إلى شديد، أما من يواجهون ضغطاً مالياً شديداً فقد كانت احتمالات الإصابة أعلى بـ13 مرة مقارنةً بأولئك الذين لا يواجهون أي ضغط مالي.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور دينشان جوفيندر، وهو محاضر مشارك في University of the Witwatersrand بجوهانسبرغ، إن النتائج تؤكد أهمية الجوانب النفسية والاجتماعية كعوامل خطيرة تؤثر في صحة القلب: "غالبًا ما يتم التطرق لموضوع الضغط النفسي بعد إصابة المريض بنوبة قلبية لكن هناك حاجة إلى التركيز على هذه العوامل قبل حدوث الأزمة".
وأضاف "جوفيندر" أن الأطباء نادراً ما يسألون مرضاهم عن التوتر أو الاكتئاب أو القلق أثناء الفحوصات العامة رغم أن هذه الأسئلة ينبغي أن تصبح جزءاً من الروتين الطبي مثل سؤالهم عن التدخين.
الضغوط المالية
ورغم أن الدراسة أُجريت في جنوب إفريقيا إلا أن مشكلة الضغط المالي لا تقتصر على الدول النامية، فقد أظهرت دراسة أجرتها American Psychological Association (APA) عام 2014 أن 72% من الأمريكيين شعروا بالضغط بسبب المال خلال الشهر السابق، بينما قال 22% إنهم عانوا من ضغط مالي حاد خلال نفس الفترة.
كما كشف استطلاع آخر أن 1 من كل 5 أمريكيين فكر أو اضطر إلى تأجيل زيارة الطبيب بسبب مخاوف مالية، ما يؤكد أن التأثيرات الاقتصادية على الصحة الجسدية تمتد إلى مختلف المجتمعات بغض النظر عن مستوى الدخل أو مستوى الرعاية الصحية المتاحة.