كشفت دراسة نُشرت بمجلة Circulation Research أن النساء اللاتي يصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث في سن متقدمة يتمتعن بأوعية دموية أكثر صحة وأقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنةً بمن مررن بهذه المرحلة في وقت مبكر.
أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء في سن اليأس المتأخر يملكن مستويات دهون أكثر توازناً وعلامات إجهاد تأكسدي أقل في الدم، ما قد يفسر الفجوة في صحة القلب بين المجموعتين.
ارتباط توقيت سن اليأس بصحة الأوعية الدموية
وقالت سانا دارفيش؛ المؤلفة الأولى للدراسة وطالبة الدكتوراه بجامعة كولورادو بولدر، إن البحث يحدد فائدة فسيولوجية لسن اليأس المتأخر وهو من أوائل الدراسات التي تستعرض الآليات المحددة وراء هذه الفوائد.
تبدأ غالبية النساء سن اليأس بين عمر 45 و55، بمتوسط 52 عاماً في الولايات المتحدة، لكن نحو 10% يمرون بسن يأس متأخر بعد سن 55، بحسب الطبيبة نيدي ميهتا من Lehigh Valley Health Network.
شملت الدراسة 21 امرأة قبل سن اليأس و71 امرأة بعده، وتم تقسيم المجموعة الأخيرة إلى سن يأس طبيعي وسن يأس متأخر، واستخدم الباحثون مقياس brachial artery flow-mediated dilation لتقييم تمدد الشريان العضدي كما درسوا صحة الميتوكوندريا في خلايا الأوعية الدموية ومستويات الهرمونات والدهون.
كما هو متوقع، أظهرت جميع النساء بعد سن اليأس تراجعاً في وظيفة الأوعية مقارنةً بالنساء قبل سن اليأس نتيجة لانخفاض الإستروجين وتيبس الأوعية مع التقدم في العمر، إلا أن مجموعة سن اليأس المتأخر أظهرت نتائج أفضل حيث كان تراجع وظيفة الأوعية 24% فقط مقارنةً بـ51% في مجموعة السن الطبيعي كما أظهرت النساء في هذه المجموعة مستويات دهون أكثر ملاءمة ووظيفة ميتوكوندريا أفضل.
أوضح ماثيو روسمان؛ المؤلف المشارك بالدراسة، أن بياناتنا تشير إلى أن النساء اللاتي ينهين سن اليأس في وقت لاحق يتمتعن بحماية طبيعية من تدهور وظيفة الأوعية المرتبط بـ الإجهاد التأكسدي.
الاختلاف في توقيت سن اليأس وتأثيره على الشرايين
يتفق الأطباء على أن الإستروجين هو العامل الحاسم في حماية القلب قبل سن اليأس، وقالت الطبيبة كيمبرلي سكيلدينغ من RWJBarnabas Health، إن انخفاض الإستروجين يؤدي لفقدان هذا التأثير الوقائي ما يرفع ضغط الدم والكوليسترول حتى دون تغيرات في نمط الحياة.
وبحسب الطبيبة بريتاني أوين من UTHealth Houston، فإن كلما زاد الوقت الذي تنتج فيه المرأة الإستروجين زادت الحماية القلبية التي تحصل عليها، فالشرايين التاجية تبقى أكثر مرونة قبل سن اليأس وكل تأخير في انقطاع الطمث يمنحها مقاومة أكبر للإجهاد التأكسدي.
تشير أبحاث سابقة إلى أن الإستروجين يدعم وظائف الميتوكوندريا ويحافظ على صحة الأوعية لكن لا تزال الآليات الكاملة غير معروفة، ولم يتضح بعد ما إذا كان العلاج بالهرمونات الإستروجينية فعالاً ضد تدهور الأوعية أو الإجهاد التأكسدي.
الإستروجين هو العامل الحاسم في حماية القلب قبل سن اليأس
تعترف American College of Cardiology وAmerican Heart Association بأن عمر بدء سن اليأس عامل يؤثر على خطر الإصابة بـ أمراض القلب.
رغم أن توقيت سن اليأس لا يمكن التحكم فيه إلا أن الحفاظ على صحة القلب يتطلب الالتزام بعادات صحية مثل اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات وتقليل اللحوم والأجبان إلى جانب مراقبة الكوليسترول.
وتؤكد "أوين" على أهمية النشاط البدني: "مارسي الرياضة 30 دقيقة يومياً في أغلب أيام الأسبوع، بما يشمل تمارين القلب والمقاومة".