في زمن تتعدد فيه الإعلانات التي تغري المستهلكين بوعود تحسين الأداء الجنسي، أصبح من السهل أن يقع كثير من الشباب والرجال في فخ البحث عن حلول سريعة دون التحقق من مدى علميتها أو سلامتها، ومن بين هذه الوعود ما يُعرف بـ"مكملات زيادة السائل المنوي" التي تنتشر في الأسواق وتروج لنفسها كوسيلة لتعزيز المتعة الجنسية ورفع الثقة بالنفس.
وفقاً للدكتور بيتر شليغل، استشاري المسالك البولية وعضو مجلس إدارة شركة Ro، فإن المتعة أثناء القذف ترتبط بالشعور بالنشوة، ولذلك فإن زيادة كمية السائل المنوي قد تُفسَّر أحيانًا على أنها زيادة في المتعة الجنسية لكن ذلك لا يعني أن الكمية مؤشر دقيق أو ضروري للرضا الجنسي.
هل الكمية مرتبط بالمتعة؟
انتشرت مكملات يُروَّج لها تحت مسميات مثل “volume enhancers” أو “boosters” وتُباع دون وصفة طبية وتدعي أنها تزيد من كمية السائل المنوي، ورغم أن هذه المكملات تحتوي غالباً على عناصر مثل الزنك، L-carnitine، جذور الماكا، وfenugreek، إلا أن فعاليتها الحقيقية موضع شك.
يوضح "شليغل" أنه لا يوجد سبب علمي مقنع يجعلنا نصدق أن هذه المكملات تزيد من كمية القذف، ويؤيده الدكتور جاستن هوومان، المتخصص في الهرمونات والصحة الجنسية، بقوله إن هذه المكونات قد تساعد فقط الرجال الذين يعانون من نقص غذائي واضح لكن التحسن يكون طفيفاً، وفي حدود ميليليترات قليلة.
كمية السائل المنوي الطبيعي يتراوح بين 1.25 و5 ميليليترات
يشير دليل International Society for Sexual Medicine إلى أن كمية السائل المنوي الطبيعي يتراوح بين 1.25 و5 ميليليترات أي ما يعادل تقريباً ملعقة شاي واحدة في أقصى حالاته، ما يجعله بعيداً عن الكميات المبالغ فيها التي تصورها المواد الإباحية، والطريقة الدقيقة الوحيدة لقياس ذلك هي تحليل السائل المنوي والذي يُجرى عادةً لأغراض تتعلق بالخصوبة.
هناك مفاهيم خطأ تربط كمية القذف بالإثارة أو "الرجولة" لكن الأطباء يوضحون أن تلك مجرد خرافات، حيث تقول الدكتورة تارا سووينياتيتشايفورن، المتخصصة في العلاقات الجنسية بجامعة كاليفورنيا، إن الشخص قد يكون في قمة الإثارة ويظل حجم القذف لديه محدودًا.
السبب الأساسي وراء انخفاض كمية السائل المنوي هو التقدم في العمر، فوفقًا للدكتور هوومان، تبدأ مستويات التستوستيرون في الانخفاض بنسبة 1-2% سنوياً بعد سن الثلاثين، كما أن تضخم البروستاتا وهو أمر شائع لدى الرجال بعد الخمسين يؤثر بدوره على حجم القذف.
كما تؤثر بعض الأدوية بشكل مباشر على إنتاج السائل المنوي ومنها أدوية تساقط الشعر ومضادات الاكتئاب من نوع SSRIs ومدرات البول، إضافةً إلى alpha-blockers التي تعالج مشاكل البروستاتا.
السلامة أولًا: هل هذه المكملات آمنة؟
لأن إدارة الدواء الأمريكية لا تُشرف على هذه المكملات الغذائية بنفس صرامة الأدوية لا يمكن التأكد من مكوناتها أو مدى فعاليتها، لذا يحذر الأطباء من أن تناول كميات زائدة من المكونات العشبية قد يؤثر على وظائف الكبد أو يتداخل مع أدوية أخرى خصوصاً لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون علاجات منتظمة.
من الطرق الفعالة والبسيطة التي يشير إليها الأطباء:
شرب كميات كافية من الماء لتعويض السوائل وتحفيز إنتاج السائل المنوي.
الامتناع المؤقت عن القذف، حيث إن الامتناع لبضعة أيام قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الكمية مع الإشارة إلى أن هذه الزيادة تتوقف بعد أسبوع تقريباً.
اتباع نمط حياة صحي: الإقلاع عن التدخين وتقليل الكحول وممارسة الرياضة تعزز من وظائف الجهاز التناسلي وتُحسن جودة القذف.