في الوقت الذي يندر فيه الحديث عن مشكلات الصحة الجنسية للرجال في مجتمعاتنا، تأتي دراسة طبية جديدة لتسلّط الضوء على حالة صحية نادرة تُعرف باسم مرض بايروني (Peyronie’s Disease) والتي تتسبب في انحناء القضيب نتيجة تليف الأنسجة، وتربطها بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من الأورام من بينها أورام الجلد والمعدة والخصيتين.
الدراسة، التي عرضتها الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (American Society for Reproductive Medicine) وشملت تحليل بيانات أكثر من 1.5 مليون رجل توصلت إلى أن الرجال المصابين بهذا المرض ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بأورام الخصية بنسبة 40%، وبأورام الجلد من نوع melanoma بنسبة 29%، كما تزيد احتمالات إصابتهم بأورام المعدة بنسبة 40% أيضًا، بحسب ما نشرته صحيفة The Telegraph.
المصابين بمرض بايرونى ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بأورام الخصية
قد يبدأ الأمر بأعراض شائعة يتجاهلها كثير من الرجال، مثل صعوبة التبول في اتجاه مستقيم أو وجود ألم أثناء الانتصاب أو انحناء ملحوظ في شكل القضيب أثناء العلاقة الحميمة، لكن بحسب مايو كلينك (Mayo Clinic) فإن مرض بايروني لا يقتصر تأثيره على الأداء الجنسي فقط بل قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب أو العجز الكامل عن ممارسة العلاقة.
اللافت في الدراسة أن العلاقة بين مرض بايروني وهذه الأنواع من الأورام لم تكن معروفة من قبل، وهو ما أكده الدكتور ألكسندر باستوزاك، الباحث الرئيسي في الدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها وجود ارتباط واضح بين هذا المرض وارتفاع معدلات الإصابة بأنواع معينة من الأورام".
حتى الآن لا يوجد تفسير دقيق لأسباب الإصابة بمرض بايروني كل ما يعرفه الأطباء هو أن للعامل الوراثي دورًا في ظهوره، وبينما تشير دراسة نُشرت عام 2016 إلى أن نحو 0.7% فقط من الرجال في الولايات المتحدة تم تشخيصهم بالإصابة به يُقدّر الخبراء أن النسبة الحقيقية قد تصل إلى 11% إذا ما أُخذ في الاعتبار أولئك الذين يعانون من الأعراض دون علمهم أو دون مراجعة طبيب مختص.
عوامل وراثية واحتمالات غير مُشخصة
نتائج الدراسة تُبرز أهمية الفحوصات المنتظمة للرجال خاصة أولئك الذين يعانون من أعراض مرض بايروني حتى وإن كانت بسيطة أو غير مؤثرة على الحياة اليومية، حيث أن ارتفاع نسب الإصابة بالأورام بين هؤلاء المرضى يفرض على الأطباء والمتخصصين في المسالك البولية والمتابعة الجنسية إجراء تقييمات صحية شاملة ومستمرة.
وتتزامن هذه النتائج مع حملات التوعية العالمية مثل "موفمبر" (Movember) التي تُشجّع الرجال على الاهتمام بصحتهم لا سيما صحة البروستاتا من خلال إجراء الفحوصات الذاتية والدورية.
أهمية الفحص الدوري والمتابعة الطبية
رغم أن مرض بايروني يُصنَّف كحالة نادرة إلا أن التقديرات تشير إلى أنه أكثر انتشاراً مما هو مُعلن خاصة أن أعراضه قد لا تكون شديدة في مراحله الأولى.
ويُذكَر أن الجمعية الأمريكية للأورام (American Cancer Society) تشير إلى أن 1 من كل 7 رجال يُصاب بأورام البروستاتا خلال حياته، ما يؤكد أهمية الكشف المبكر عن أي تغيّر غير طبيعي في الأعضاء التناسلية.