بنسبة 50%.. الطعام النباتي يقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد

تنتج سرطانات الجلد غالباً عن التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية، التي يلعب الغلاف الجوي دوراً كبيراً في حمايتنا منها، لكن مع اتساع ثقب الأوزون ونفاذ معدلات عالية من الإشعاع إلى الأرض، توجه علماء للبحث عن سبل أخرى للحصول على طبقة حماية بديلة من خلال الطعام.

وفي هذا الصدد، اكتشفت دراسة إيطالية نُشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، أن سكان منطقة البحر المتوسط أقل عُرضة للإصابة بسرطان الجلد مقارنةً بالأمريكيين؛ بسبب النظام الغذائي الذي يعتمد على حمية غذائية نباتية، مؤكدةً أن النظام الغذائي النباتي يقلل خطر الإصابة بنسبة 50%.

أطعمة تحمي من الإصابة بسرطان الجلد

وأضافت الدراسة أن اتباع نظام غذائي أسبوعي يتضمن تناول 3 وجبات على الأقل من الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي والقرنبيط واللفت، و4 إلى 6 وجبات أخرى من الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، مثل السبانخ، وأوراق البنجر، والكرنب الأخضر، و7 من ثمار الحمضيات، يحمي من الإصابة بسرطان الجلد.

وأوضحت مؤلفة الدراسة "كريستينا فورتيس" الباحثة في وحدة علم الأوبئة السريرية بمعهد ديرموباتيكو ديل إيماكولاتا، أن هذه الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة، بما في ذلك البوليفينول، والكاروتينات، وغيرهما من المواد النشطة بيولوجياً، التي قد تقلل خطر الإصابة بالمرض.

وفي السياق ذاته، ذكر بحث في مجلس البحوث السويدي "Forte" أنه بفضل مفعول أحماض "أوميجا 3" المضادة للالتهابات، التي توجد بشكل أساسي في المحار والأسماك الدهنية، فإن تناول وجبة أسبوعية على الأقل من تلك الأطعمة قد يضاعف الحماية من سرطان الجلد.

كما وجد باحثون أستراليون أن الذين تناولوا في المتوسط ​​وجبة واحدة من الأسماك الزيتية الغنية بالأحماض الدهنية "أوميجا 3"، مثل السلمون والسردين والماكريل والسلمون، انخفض لديهم ظهور "التقران السفعي" بنسبة 28% كل خمسة أيام، وهي بقع جلدية خشنة ومتقشرة تسبق مرحلة التسرطن أو الأورام التي تنتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

مشروبات للوقاية من سرطان الجلد

وفقاً لبحث "Forte"، تحتوي الأعشاب على مواد مضادة للأكسدة، توفر حماية من سرطان الجلد، كما أن ملعقة واحدة يمكن أن تضم ما يعادل قطعة من الفاكهة. وبالنسبة إلى المريمية الطازجة وإكليل الجبل والبقدونس والريحان، فجميعها تقدم حماية طبيعية للجسم.

وفيما يتعلق بالشاي ودوره الفعال في الحماية من سرطان الجلد، وجدت دراسة أن مضادات الأكسدة "البوليفينول" الموجودة في الشاي الأخضر والأسود، تمنع البروتينات اللازمة لتطور سرطان الجلد، وتساهم في الحد من نمو الأوعية الدموية حول الأورام، بينما وجد باحثون في كلية طب دارتموث أن الذين شربوا كوبين أو أكثر يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية مقارنةً بمن لا يشربون الشاي.

وبالإضافة إلى ذلك، يُوصَى بتناول الفواكه ذات اللون البرتقالي، مثل القرع والجزر والبطاطا والشمام والمانجو والخوخ والمشمش؛ لاحتوائها على البيتا كاروتين المعزز للجهاز المناعي، الذي يزيد قدرته على مكافحة الأمراض، وخصوصاً أنه يتحول داخل الجسم إلى فيتامين "A".

أنواع سرطان الجلد

حسب "الصندوق العالمي لأبحاث السرطان الدولي"، يأتي سرطان الجلد في المرتبة الـ17 بقائمة الأورام الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم، والـ13 من حيث الانتشار بين الرجال، والـ15 بين النساء، وهناك نوعان رئيسيان منه: الميلانيني وغير الميلانيني.

ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن انخفاض مستويات الأوزون 10%، سيؤدي إلى 300 ألف حالة إضافية من سرطان الجلد غير الميلانيني، و4500 حالة من سرطان الجلد الميلانيني، كما أن معدل الإصابة بالورم الميلانيني في تزايد مستمر على الصعيد العالمي؛ بسبب بعض العوامل التي تتمثل في التعرض المباشر لأشعة الشمس، ووجود تاريخ من الإصابة بحروق الشمس.

هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد

وفي سياق متواصل، أوضح "كلينت بيبلز" طبيب الأمراض الجلدية في واشنطن – وهو عضو في برنامج النظام الصحي التابع للجمعية الطبية الأمريكية "AMA" – أن النساء اللاتي تقل أعمارهن عن 30 عاماً أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بـ6 أضعاف إذا قمن بتسمير بشرتهن مقارنةً باللاتي لا يفعلن ذلك، مضيفاً أن أي شخص يمكن أن يُصاب بهذا المرض، وليس ذوو البشرة الفاتحة فقط كما ادعت إحدى الخرافات.

ولكن في الوقت ذاته، أشار "بيبلز" إلى أن الذين لديهم بشرة فاتحة يعانون من معدلات أعلى من سرطان الجلد مقارنةً بالأجناس أو الأعراق الأخرى؛ حيث لا يزال معدل الإصابة السنوي بالورم الميلانيني يبلغ خمسة لكل 100.000 في ذوي الأصول الإسبانية، وواحداً لكل 100.000 بين أصحاب البشرة الداكنة، مؤكداً أنه يمكن أن تحدث الإصابة في أي وقت، وليس خلال الصيف فقط؛ إذ يعكس كل من الماء والرمل والثلج أشعة الشمس على البشرة.

ومن جانبها، حددت طبيبة الأمراض الجلدية "إيفلين جونز"، بعض الأخطاء التي يقع بها البعض، وتجعلهم أكثر عرضة للإصابة، وهي الأخطاء التي تضمنت عدم استخدام واقي الشمس يومياً، وتجاهل وضعه كل ساعتين عند الخروج، واستخدام "سرير التسمير" الذي يمنح الشخص الـ"تان" المرجو دون التعرض لأشعة الشمس، لكنه يزيد خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 83%، وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 29%، وهما شكلان آخران لسرطان الجلد.