لحماية الأمن البيولوجي.. إجراءات أمريكية عاجلة لحماية البيانات الوراثية

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن وقف فوري لأي تجارب سريرية جديدة تتضمن إرسال خلايا حية لمواطنين أمريكيين إلى دول معادية من بينها الصين، لإجراء تعديلات جينية عليها ثم إعادة حقنها في المرضى داخل الولايات المتحدة، ويأتي هذا الإجراء بعد الكشف عن أدلة متزايدة تفيد بأن بعض هذه التجارب لم تُخطر المشاركين بشأن نقل وتعديل موادهم البيولوجية في الخارج، ما أثار مخاوف بشأن الخصوصية والأمن القومي.

ثغرة قانونية سمحت بتصدير الحمض النووي

تعود جذور هذه الأزمة إلى قاعدة تنظيمية أقرّتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في ديسمبر 2024 وبدأ تطبيقها في أبريل 2025 من قبل وزارة العدل الأمريكية، وعلى الرغم من أن القاعدة فرضت ضوابط لتقييد تصدير البيانات الحساسة إلى دول بعينها، إلا أن إدارة بايدن طلبت استثناءً واسعاً سمح للشركات الأمريكية بإرسال عينات بيولوجية بما في ذلك الحمض النووي (DNA) إلى الخارج ضمن تجارب سريرية تنظمها FDA حتى وإن كانت هذه الشركات مملوكة جزئيًا أو خاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني.

تلف الحمض النووي لدى الرجالثغرة قانونية سمحت بتصدير الحمض النووي

الشفافية والموافقة الأخلاقية في قلب الأزمة

قال مفوض FDA الدكتور مارتي مكاري، "إن الإدارة السابقة تغاضت عن الأمر وسمحت بإرسال الحمض النووي الأمريكي إلى الخارج غالباً دون علم المشاركين في التجارب، إن سلامة أبحاثنا الطبية الحيوية أمر بالغ الأهمية، نحن نتحرك الآن لحماية المرضى واستعادة ثقة الجمهور".

وأكد "مكاري" أن الإدارة بدأت مراجعة شاملة لجميع التجارب التي استندت إلى هذا الاستثناء وأنها ستلزم الشركات بإثبات الشفافية الكاملة والحصول على موافقة أخلاقية واضحة مع معالجة جميع المواد البيولوجية الحساسة داخل الأراضي الأمريكية، مضيفاً أن أي تجربة لا تفي بهذه الشروط لن تحصل على الموافقة للانطلاق.

تعاون وثيق مع NIH لتأمين البحوث الفيدرالية

من جهتها، أعلنت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أنها تعمل بالتنسيق مع FDA للتأكد من أن الأبحاث الممولة اتحاديًا لم تتأثر بهذه الممارسات.

وأوضح مدير NIH، الدكتور جاي بهادشاريا، أن "المعاهد بصدد مراجعة محفظتها البحثية كاملةً لتحديد ما إذا كانت هناك تجارب سريرية استفادت من هذا الاستثناء خصوصاً تلك التي تم فيها إرسال المواد البيولوجية إلى جهات عاملة في دول تُعد مصدر قلق أمني".

وأشار "بهادشاريا" إلى أن الهدف الأساسي هو حماية البيانات البيولوجية الحساسة للأمريكيين، مع الاستمرار في دعم الابتكار العلمي بطريقة آمنة وشفافة، مؤكداً أن هذا الاستثناء أنشأ ثغرة خطيرة في أمن الأبحاث وأضر بخصوصية المشاركين وثقتهم، ما يتطلب تقييماً دقيقاً لضمان عدم توجيه أموال NIH إلى مشاريع قد تُهدد نزاهة البيانات أو الأمن القومي.

الحمض النووي الهدف الأساسي هو حماية البيانات البيولوجية الحساسة للأمريكيين

تنفيذ أوامر تنفيذية لحماية الأمن البيولوجي

تأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية أمريكية وطنية أوسع تهدف إلى تنفيذ الأوامر التنفيذية رقم 14117 و14292، والتي تُلزم الحكومة الفيدرالية بمنع استغلال البيانات البيولوجية الحساسة من قبل خصوم أجانب وضمان توجيه التمويل البحثي فقط إلى جهات آمنة ومتوافقة مع المعايير الأمريكية.

ووفقًا لتصريحات رسمية، فإن كلاً من FDA وNIH ملتزمتان بتطبيق أعلى معايير الشفافية والأخلاق في جميع مراحل البحث الطبي.